فوائد
ُذكِرَ أن أعرابيًا سمع قارئًا يقرأ: { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } [الذاريات: 22، 23] فقال: يا سبحان الله من الذي أغضب الجليل حتى حلف! ألم يُصِّدقوه في قوله حتى ألجؤوه إلى اليمين؟ يا ويْحَ النَّاس!
إن اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات» [رواه البخاري]. وإذا طُرِدت المسلمة من رحمة الله فإلى أين الملجأ والملاذ؟ فتقربي إلى ربك بترك المحرمات التي نهى الشارع عنها .
إن الجدال ورفع الأصوات معركة لا نهاية لها ولن يفوز فيها أحد، والشرع قد حذَّر من الجدال إلا بالتي هي أحسن. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحِقًّا» [رواه أبو داود] .
قال ابن مسعود: "إن العبد لَيَهِمُّ بالأمر في التجارة والإمامة حتى يُيسر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه فإنه إن يسرته له أدخلته النار فيصرفه الله عنه، فظلَّ يتطير بقوله: سَبَّني فلان، وأهانني فلان، وما هو إلا فَضْل الله عَزَّ وجَلَّ" [جامع العلوم والحكم] .
قال ابن تيمية رحمه الله: "والفرق ثابت بين الحُبِّ لله والحُبِّ مع الله، فأهل التوحيد والإخلاص يحبون غير الله لله، والمشركون يحبون غير الله مع الله، كحُبِّ المشركين لآلهتهم، وحُبِّ النصارى للمسيح، وحُبِّ أهل الأهواء رؤوسهم" [مجموع الفتاوى] .
{ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } [البلد: 8-10] قرأ الفضيل بن عياض ليلة هذه الآية فبَكَى، فسُئِل عن بكائه، فقال: هل بِتَّ ليلةً شاكرًا لله أن جعل لك عينين تُبْصر بهما، هل بِتَّ ليلةً شاكرًا الله أن جعل لك لسانًا تنطق به ، و جعل يُعدد من هذه النعم .
ستة أخوة خرجوا من رحم واحد ودرجوا في دار واحدة! لكن ما ُرئِيت قبور أشد تباعدًا من قبورهم! تباعدت لخدمة الدين ونشره: استشهد الفضل في وقعة أجنادين بفلسطين، ومعبد وعبد الرحمن استشهدا بإفريقية ، و قثم بسمرقند ، و مات عُبَيد الله باليمن ، وعبد الله بالطائف ! إنهم أبناء العباس وأُمُّهم أم
الفضل! .
سُئِل ابن تيمية رحمه الله عن عَشر ذي الحجة والعَشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟ فأجاب : " أيام عَشر ذي الحجة أفضل من أيام العَشر في رمضان، والليالي العَشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عَشر ذي الحجة " .
فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم - الجزء الثاني