فوائد
قال ابن تيمية رحمه الله: "فاليهود – من حين - { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ } [آل عمران: 112] لم يكونوا بمجردهم ينتصرون لا على العرب ولا غيرهم، و إنما كانوا يقاتلون مع حلفائهم قبل الإسلام، والذِّلة ضُربت عليهم من حيث بعث المسيح عليه السلام فكذبوه" [مجموع الفتاوى: 1/301] .
فتاة متوسطة الجمال وقد يكون بها بعض النَّقص، لكنها مُصَلِّية صائمة، حَيِيَّة تقيَّة، طاهرة الثياب، حافظة للكتاب. أتترك لقصر في طولها، أو لسواد في بشرتها، أو لصغر في عينيها؟! يا شباب الإسلام: لا تحرموا أنفسكم جمال الروح، وصفاء النَّفس، وحسن الخلق. أين أنتم عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم : «فاظفر بذات الدين تربت يداك» [متفق عليه] .
ليس للقلوب طريقًا أقرب من حُسْن الأدب مع الناس والتزام الذَّوق الرَّفيع في المعاملة، واحترام الكبير والرَّفق بالصغير، وأحسن الأدب وأعلاه، وأرفع الذوق ومنتهاه، إفشاء السلام مع ابتسامة صادقة. وفي الحديث: «أَوَلَا أدُلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟! أفشوا السلام بينكم» [رواه مسلم].
من ثمرات الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ رجاء صلاح الذرية في الحياة وبعد الممات. قال تعالى: ?وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا? ومن أعظم القول الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ. وقد ذكر سبحانه في سورة الكهف قصة حفظ كنز اليتيمين بسبب صلاح الأب، فما بالك إذا كان مصلحًا وداعيًا إلى الله. ومن أبواب الدعوة الميسرة نشر الكتاب الإسلامي .
«إن الله يدافع عن الذين آمنوا» لا يحزنك قولهم ولا يفت عضدك حديثهم .. أمهموم ومغموم وصاحب العظمة والجبروت والذي عينه لا تنام يدافع عنك! أنسيت ماذا قالوا عن من خلقهم ورزقهم: إنه فقير، وأن يده مغلولة، وقالوا: اتخذ الله ولدًا، وقالوا عن نبينا: إنه ساحر وكاهن ومجنون! أتظن أنك تسلم .. لا تثريب عليك .. كن من الذين آمنوا وسترى .
إن للشيب مع الناس صحبة، فمنهم من تولَّى أمره وتعقبه وأخفاه، ومنهم من لم يأبه به ولم يلق له بالاً، وكأنه ما نزل بمفرق رأسه! ومنهم من رضي به واطمأن إليه وحمد الله أن مدَّ في عمره، وعدَّه نذيرًا واستعد لما بعده، قال صلى الله عليه وسلم : «من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة» [رواه مسلم].قال الغزالي : الشيب يحصل من الحزن والخوف، ولتطييب الخواطر : ذكر عن أبي شامة الفقيه أنه حصل له الشيب وهو ابن خمس وعشرين سَنَة .
دائم النظر إلى معصمه لأمر ينتظر قدومه، يطل بحرص بين الحين والآخر على عقارب الساعة، ألديه رحلة، أم أن موعدًا مهمًا قد اقترب؟ ولمَّا ارتفع صوت المؤذن قام فرحًا، فأحسن الوضوء، ثم لبس أنصع ثيابه وتطيب وتجمل وخرج بسكينة ووقار. فكان ذاك أهَمُّ موعد وأعظمه. لعله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله «... ورجل قلبه مُعَلَّق في المساجد» رواه البخاري .
« لا يضيع مَنْ له أب ، فكيف يضيع مَنْ له رَبٌّ » .
قال ابن القيم رحمه الله : " و شاهَدْتُ شيخ الإسلام ابن تيمية - قدَّسَ الله روحه - إذا خرج إلى الجُمْعة يأخذ ما وجد في البيت من خبز أو غيره فيتصدق به في طريقه سِرًا، وسمعته يقول : إذا كان الله قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالصدقة بين يدي مناجته أفضل وأولى بالفضيلة " [المستدرك على فتاوى ابن تيمية] .