🖌✨مدارج السالكين بين منازل ✨🖌
🍁 إياك نعبد وإياك نستعين 🍁
🔹 للإمام العلامة : إبن القيم الجوزية 🔹
🍂 الدرس العشرون 🍂
🍁💫 فصل: منزلة الخوف 💫🍁
🖌✨ ومن منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} منزلة الخوف.
👈🏻 وهي من أجل منازل الطريق وأنفعها للقلب وهي فرض على كل أحد
🌟 قال الله تعالى: { فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
🌟 وقال تعالى: {وإياي فارهبون}
🌟 وقال: {فلا تخشوا الناس واخشون}
🌟 ومدح أهله في كتابه وأثنى عليهم فقال: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون}- إلى قوله: {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون}
🌟 وفي المسند والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله قول الله {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} أهو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق؟
🔹 قال: لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يقبل منه
💬 قال الحسن: عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عليهم ، إن المؤمن جمع إحسانا وخشية والمنافق جمع إساءة وأمنا.
🍁 والوجل والخوف والخشية والرهبة ألفاظ متقاربة غير مترادفة
💬 قال أبو القاسم الجنيد: الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس.
💬 وقيل: الخوف اضطراب القلب وحركته من تذكر المُخوف.
💬 وقيل: الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره.
🍁💫 والخشية أخص من الخوف فإن الخشية للعلماء بالله
🌟 قال الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
🌟 فهي خوف مقرون بمعرفة وقال النبي صلى الله عليه وسلم «إني أتقاكم لله وأشدكم له خشية».
🍁💫 وأما الرهبة معناها فهي الإمعان في الهرب من المكروه ، وهي ضد الرغبة التي هي سفر القلب في طلب المرغوب فيه.
🍁💫 وأما الوجل معناه انصداع القلب لذكر من يخاف ...
🍁💫 وأما الهيبة معناها فخوف مقارن للتعظيم والإجلال وأكثر ما يكون مع المحبة والمعرفة.
🍁💫 والإجلال: تعظيم مقرون بالحب.
✨ فالخوف لعامة المؤمنين
🔹 والخشية للعلماء العارفين
✨والهيبة للمحبين
🔹 والإجلال للمقربين
🖌✨ وعلى قدر العلم والمعرفة يكون الخوف والخشية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية» وفي رواية «خوفا» وقال «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى».-حسن-
💬 قال أبو حفص: الخوف سوط الله يقَوّم به الشاردين عن بابه
💬 وقال: الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل فإنك إذ خفته هربت إليه.
🍁💫 فالخائف هارب من ربه إلى ربه. 💫🍁
💬 قال أبو سليمان: ما فارق الخوف قلبا إلا خرب
💬 وقال إبراهيم بن سفيان: إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها
💬 وقال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق
🍁💫 والخوف ليس مقصودا لذاته بل هو مقصود لغيره ، ولهذا يزول بزوال المخوف فإن أهل الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
✨ ولهذا تتضاعف محبة المؤمنين لربهم إذا دخلوا دار النعيم ولا يلحقهم فيها خوف ولهذا كانت منزلة المحبة ومقامها أعلى وأرفع من منزلة الخوف ومقامه.
🍁✨ والخوف المحمود الصادق: ما حال بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط.
💬 وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية- قدس الله روحه- يقول: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله.
🍁💫 قال صاحب المنازل : وهو على ثلاث درجات
🖌 الخوف الدرجة الأولى: الخوف من العقوبة :
وهو الخوف الذي يصح به الإيمان وهو خوف العامة وهو يتولد من تصديق الوعيد وذكر الجناية ومراقبة العاقبة.
💫 والخوف مسبوق بالشعور والعلم فمحال خوف الإنسان مما لا شعور له به.
🍂 فلذلك كان الخوف علامة صحة الإيمان وترحله من القلب علامة ترحل الإيمان منه والله أعلم.
🖌 الدرجة الثانية: خوف المكر ...
يريد أن من حصلت له اليقظة ... ينبغي أن يخاف المكر وأن يسلب هذا .. اليقظة والحلاوة
🍂 فكم من مغبوط بحاله انعكس عليه الحال ورجع من حسن المعاملة إلى قبيح الأعمال فأصبح يقلب كفيه ويضرب باليمين على الشمال؟
🍂 فبدل بالأنس وحشة وبالحضور غيبة وبالإقبال إعراضا وبالتقريب إبعادا وبالجمع تفرقة
🖌قال: الدرجة الثالثة [درجة الخاصة] الإجلال .
يعني أن وحشة الخوف إنما تكون مع الانقطاع والإساءة وأهل الخصوص أهل وصول إلى الله وقرب منه فليس خوفهم .. كخوف المسيئين المنقطعين ..فكلما كان عبده به أعرف وإليه أقرب كانت هيبته وإجلاله في قلبه أعظم وهي أعلى من درجة خوف العامة.
🍁💫و أكثر ما تكون الهيبة أوقات المناجاة .. وتضرعه بين يديه واستعطافه والثناء عليه بآلائه وأسمائه وأوصافه أو مناجاته بكلامه هذا هو مراد القوم بالمناجاة.
🍁💫 فصل: القلب وسيره إلى الله 💫🍁
❣ القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر.
✨فالمحبة رأسه
✨والخوف والرجاء جناحاه
👈🏻 فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران
🍂 ومتى قطع الرأس مات الطائر
🍂 ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر
✨ ولكن السلف استحبوا أن يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء
✨ وعند الخروج من الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناح الخوف
💬 أبي سليمان وغيره قال: ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف فإن غلب عليه الرجاء فسد.
💬 وقال غيره: أكمل الأحوال: اعتدال الرجاء والخوف وغلبة الحب فالمحبة هي المركب. والرجاء حاد والخوف سائق والله الموصل بمنه وكرمه.
🖌🌟 وصلى اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم 🖌🌟
🍁 جزى الله كل من ساهم في نشر هذا العلم و عَمِلَ به كل خير 🍁