الاثنين، 4 أبريل 2016

[zmn1.com] مدارج السالكين درس الحادي والعشرون



🖌✨مدارج السالكين بين منازل ✨🖌
       🍁 إياك نعبد وإياك نستعين 🍁
🔹 للإمام العلامة :  إبن القيم الجوزية 🔹
     🍂  الدرس الحادي والعشرون  فصل: منزلة الإشفاق 

 ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الإشفاق.
🌟 قال الله تعالى: {الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون} 
🌟وقال تعالى: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}.

🍁💫الإشفاق:  رقة الخوف 👈🏻 وهو خوف برحمة من الخائف لمن يخاف عليه ، فنسبته إلى الخوف (ك) نسبة الرأفة إلى الرحمة ، فإنها ألطف الرحمة وأرقها

💬  ولهذا قال صاحب المنازل:
🔹 الإشفاق: دوام الحذر مقرونا بالترحم 

🍁 وهو على ثلاث درجات :

🖌✨ الأولى: إشفاق على النفس أن تجمح إلى العناد، 
وإشفاق على العمل: أن يصير إلى الضياع.

أي تسرع وتذهب إلى طريق الهوى والعصيان ومعاندة العبودية، و يخاف على عمله أن يكون من الأعمال التي قال الله فيها 

🌟 {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا} 

🍁 وهي الأعمال التي كانت لغير الله وعلى غير أمره وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 

🍁 ويخاف أيضا أن يضيع عمله في المستقبل إما بتركه وإما بمعاصي تفرقه وتحبطه فيذهب ضائعا ويكون حال صاحبه كالحال التي قال الله تعالى عن أصحابها
 {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ }- الآية

💬 قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصحابة رضي الله عنهم: فيمن ترون هذه الآية نزلت؟ 
💫 فقالوا: الله أعلم 
🔹فغضب عمر وقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم 
💫فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين 
🔹قال: يا ابن أخي قل ولا تحقرن نفسك 
💫قال ابن عباس: ضُربت مثلا لعمل 
🔹قال عمر: أي عمل؟ 
💫 قال ابن عباس: لعمل 
🔹 قال عمر: لرجل غني يعمل بطاعة الله فبعث الله إليه الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق جميع أعماله ‼️

🖌✨ الدرجة الثانية: إشفاق على الوقت أن يشوبه تفرق.وعلى القلب أن يزاحمه عارض.وعلى اليقين أن يداخله سبب.
💫 أي يحذر على وقته أن يخالطه ما يفرقه عن الحضور مع الله عز وجل.
🍁 وعلى القلب أن يزاحمه عارض: والعارض المزاحم إما فترة وإما شبهة وإما شهوة وكل سبب يعوق السالك.

🍁وعلى اليقين أن يداخله سبب: هو الطمأنينة إلى من بيده الأسباب كلها فمتى داخل يقينه ركون إلى سبب وتعلق به واطمأن إليه قدح ذلك في يقينه وليس المراد قطع الأسباب عن أن تكون أسبابا والإعراض عنها فإن هذا زندقة وكفر ومحال ، فإن الرسول سبب في حصول الهداية والإيمان ، والأعمال الصالحة سبب لحصول النجاة ودخول الجنة ، والكفر سبب لدخول النار والأسباب المشاهدة أسباب لمسبباتها ، ولكن الذي يريد أن يحذر منه إضافة يقينه إلى سبب غير الله ولا يتعلق بالأسباب بل يفنى بالمسبب عنها.

🖌✨الدرجة الثالثة: إشفاق يصون سعيه عن العجب ويكف صاحبه عن مخاصمة الخلق ..

💫 فالعجب: يفسد العمل كما يفسده الرياء ، فيشفق على سعيه من هذا المفسد شفقة تصونه عنه.
💫 والمخاصمة للخلق مفسدة للخُلق فيشفق على خلقه من هذا المفسد شفقة تصونه عنه.
💫 والإرادة يفسدها عدم الجد وهو الهزل واللعب فيشفق على إرادته مما يفسدها.

👈🏻 فإذا صح له عمله وخلقه وإرادته استقام سلوكه وقلبه وحاله والله المستعان.

🖌🌟 وصلى اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم 🖌🌟
🍁 جزى الله كل من ساهم في نشر هذا العلم و عَمِلَ به كل خير 🍁