الخميس، 28 أبريل 2016

[zmn1.com] ذوق الصلاة درس السادس



🐚🌸 ذوقُ الصـــــــــــلاة 🌸🐚
          🕸 عندَ ابن القيم 🕸
▫ جمعه د/ عادل عبد الشكور الزرقي ▫
~ أستاذ مشارك للحديث بجامعة الملك سعود بالرياض، وعضو المجلس العالمي لشبكة السنة النبوية ~

🕯 الدرس السادس 🕯

📿 الركوع 📿

🕯 ثم شرع له رفع اليدين عند الركوع؛ تعظيمًا لأمر الله وزينة للصلاة وعبودية خاصة لليدين كعبودية باقي الجوارح، واتباعًا لسنة رسول الله ﷺ فهو حلية الصلاة، وزينتها، وتعظيمًا لشعائرها.

🕯 ثم شرع له التكبير الذي هو في انتقالات الصلاة من ركن إلى ركن كالتلبية في انتقالات الحاج من مشعر إلى مشعر، فهو شعار الصلاة كما أن التلبية شعار الحج؛ 

🌸 ليعلم العبد أن سر الصلاة هو تعظيم الرب تعالى وتكبيره بعبادته وحده.

🕯 ثم شرع له بأن يخضع للمعبود سبحانه بالركوع خضوعًا لعظمته واستكانة لهيبته وتذللا لعزته، فثنى العبد له صلبه ووضع له قامته ونكس له رأسه وحنى له ظهره معظمًا له ناطقًا بتسبيحه المقترن بتعظيمه

🌸 فاجتمع له : خضوع القلب وخضوع الجوارح، وخضوع القول، على أتم الأحوال وجمع له في هذا الذكر بين الخضوع والتعظيم لربه والتنزيه له عن خضوع العبيد وأن الخضوع وصف العبد والعظمة وصف الرب.

🕯 وتمام عبودية الركوع أن يتصاغر العبد ويتضاءل بحيث يمحو تصاغره كل تعظيم منه لنفسه و يثبت مكانه تعظيمه لربه 

🕯وكلما استولى على قلبه تعظيم الرب ازداد تصاغره هو عند نفسه، فالركوع للقلب بالذات والقصد وللجوارح بالتبع والتكملة.

🐚🌸 🐚🌸 🐚🌸🐚🌸


📿 الاعتدال من الركوع 📿

🕯 ثم شرع له أن يحمد ربه ويثني عليه بآلائه عند اعتداله وانتصابه ورجوعه إلى أحسن هيأته منتصب القامة معتدلها، فيحمد ربه ويثني عليه بأن وفقه لذلك الخضوع، ثم نقله منه إلى مقام الاعتدال والاستواء بين يديه، واقفًا في خدمته كما كان في حال القراءة.

🕯 ولذلك الاعتدال ذوق خاص وحال يحصل للقلب سوى ذوق الركوع وحاله، وهو ركن مقصود لذاته كَرُكْن الركوع والسجود سواء؛ 

🌸 ولهذا كان رسول الله يطيله كما يطيل الركوع والسجود ويكثر فيه من الثناء والحمد والتمجيد كما ذكرناه في هديه ﷺ ..

🕯 وكان في قيام الليل يكثر فيه من قول: «لربي الحمد لربي الحمد» يكررها.

🐚🌸 🐚🌸 🐚🌸🐚🌸


📿 السجدة الأولى 📿

🕯 ثم شرع له أن يكبر ويخر ساجدًا، ويعطي في سجوده كل  عضو من أعضائه حظه من العبودية 

💫 فيضع ناصيته بالأرض بين يدي ربه مسندة راغمًا له أنفه خاضعًا له قلبه، 

💫 ويضع أشرف ما فيه وهو وجهه بالأرض ولا سيما على التراب معفرًا له بين يدي سيده راغمًا له أنفه مخضعًا له قلبه وجوارحه، متذللا لعظمته، خاضعًا لعزته مستكينًا بين يديه، أذل شيء وأكسره لربه تعالى مسبحًا له بعلوه في أعظم سفوله، قد صارت أعاليه ملوية لأسافله ذلاً وخضوعًا وانكسارًا وقد طابق قلبه حال جسمه، فسجد القلب كما سجد الوجه، 
💫 وقد سجد معه أنفه و يداه وركبتاه ورجلاه.

🕯 وشرع له أن (يقل) فخذيه عن ساقيه، وبطنه عن فخذيه، وعضديه عن جنبيه، ليأخذ كل جزء منه حظه من الخضوع ولا يحمل بعضه بعضًا.

🕯 فأحرى به في هذه الحال أن يكون أقرب إلى ربه منه في غيرها من الأحوال كما قال النبي ﷺ «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد».

🐚🌸 🐚🌸 🐚🌸🐚🌸


📿 سجود القلب 📿

🕯 ولما كان سجود القلب خضوعه التام لربه، أمكنه استدامة هذا السجود إلى يوم لقائه.

🌸 كما قيل لبعض السلف هل يسجد القلب؟ قال: (أي والله سجدة لا يرفع رأسه منها حتى يلقى الله).

🐚🌸 🐚🌸 🐚🌸🐚🌸


📿 أسماء الصلاة 📿

🕯 ولما بنيت الصلاة على خمس: القراءة والقيام و الركوع والسجود والذكر سميت باسم كل واحد من هذه الخمس.

🐚 فسميت قيامًا 
💫 كقوله تعالى: "قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا" [المزمل: 2] 
💫 وقوله: "وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ" [البقرة: 238].

🐚 وقراءة 
💫 كقوله: "وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا" [الإسراء: 78].

🐚 وركوعًا 
💫 كقوله تعالى: "وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ" [البقرة: 43] 
💫 وقوله: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ" [المرسلات: 48].
 
🐚 وسجودًا
💫  كقوله : " فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ " [ الحجر : 98] ، 
💫 وقوله " وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ " [العلق :19]. 

🐚 وذِكرًا 
💫 كقوله : "إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ" [الجمعة: 9] 
💫 "لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ" [المنافقون: 9].

🕯 وأشرف أفعالها السجود، وأشرف أذكارها القراءة، وأول سورة أنزلت على النبي ﷺ افتتحت بالقراءة وختمت بالسجود ووضعت الركعة على ذلك، أولها قراءة وآخرها سجود.

🐚🌸 اللهم ارزقنا لذة الخشوع في الصلاة .. وطيب مناجاتك .. واجعل الصلاة قرة لأعيننا 🌸🐚

🐚🌸 وصلى اللهم وبارك على النبي محمد ﷺ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً 🌸🐚

🕯 جزى الله كل من ساهم في نشر هذا العلم و عَمِلَ به كل خير 🕯