الأربعاء، 30 مارس 2016

[zmn1.com] مدارج السالكين الدرس السابع عشر


🖌✨مدارج السالكين بين منازل ✨🖌
       🍁 إياك نعبد وإياك نستعين 🍁
🔹 للإمام العلامة :  إبن القيم الجوزية 🔹
     🍂  الدرس السابع عشر  🍂
🍁💫 فصل: منزلة الرياضة 💫🍁
ومن منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: منزلة الرياضة.

✨ هي تمرين النفس على الصدق والإخلاص.

💬 قال صاحب المنازل: هي تمرين النفس على قبول الصدق.

🔹 وهذا يراد به أمران: 
💫 تمرينها على قبول الصدق إذا عرضه عليها في أقواله وأفعاله وإرادته فإذا عرض عليها الصدق قبلته وانقادت له وأذعنت له.
💫 والثاني: قبول الحق ممن عرضه عليه 

🌟 قال الله: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} 

🔹 فلا يكفي صدقك بل لا بد من صدقك وتصديقك للصادقين فكثير من الناس يصدق ولكن يمنعه من التصديق كبر أو حسد أو غير ذلك.

💬 قال: وهي على ثلاث درجات: 
✨ رياضة عامة وهي تهذيب الأخلاق بالعلم
✨ وتصفية الأعمال بالإخلاص 
✨ وتوفير الحقوق في المعاملة.

🍁 أما تهذيب الأخلاق بالعلم:  فالمراد به إصلاحها وتصفيتها بموجب العلم فلا يتحرك بحركة ظاهرة أو باطنة إلا بمقتضى العلم فتكون حركات ظاهرة وباطنة موزونة بميزان الشرع.
🍁 وأما تصفية الأعمال بالإخلاص : فهو تجريدها عن أن يشوبها باعث لغير الله وهي عبارة عن توحيد المراد وتجريد الباعث إليه.
🍁 وأما توفير الحقوق في المعاملة: فهو أن تعطي ما أمرت به من حق الله وحقوق العباد كاملا موفرا قد نصحت  غاية النصح ، وأرضيته (الله) كل الرضا ففزت بحمده لك وشكره.

🖌✨ ولما كانت هذه الثلاثة شاقة على النفس جدا كان تكلفها رياضة فإذا اعتادها صارت خلقا.

🍁💫 فصل: منزلة السماع 💫🍁

🖌✨ ومن منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} منزلة السماع.
✨ وقد أمر الله به في كتابه وأثنى على أهله وأخبر أن البشرى لهم 
🌟فقال تعالى: { وَاتَّقُوا اللهَ وَاسْمَعُوا } 
🌟وقال: {وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا} 
🌟وقال: {وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ} 
🌟وقال: {فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}
🌟وقال: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا} 
🌟وقال: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ}.

🍁💫 وجعل الإسماع منه والسماع منهم دليلا على علم الخير فيهم وعدم ذلك دليلا على عدم الخير فيهم 
🌟 فقال: {وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ}.

🍁💫 وأخبر عن أعدائه أنهم هجروا السماع ونهوا عنه 
🌟 فقال: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ }.

🔹 فالسماع رسول الإيمان إلى القلب وداعيه ومعلمه وكم في القرآن من قوله: {أَفَلَا يَسْمَعُونَ} وقال: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا }- الآية.

💫 فالسماع أصل العقل وأساس الإيمان الذي انبنى عليه ، ولكن الشأن كل الشأن في المسموع وفيه وقع خطب الناس واختلافهم وغلط منهم من غلط.

🍁💫 وحقيقة السماع تنبيه القلب على معاني المسموع وتحريكه عنها طلبا وهربا وحبا وبغضا فهو حاد يحدو بكل أحد إلى وطنه ومألفه.

🖌✨ وأصحاب السماع منهم: 
🔹من يسمع بطبعه ونفسه وهواه فهذا حظه من مسموعه ما وافق طبعه.
🔹ومنهم من يسمع بحاله وإيمانه ومعرفته وعقله فهذا يفتح له من المسموع بحسب استعداده وقوته ومادته.
🔹ومنهم من يسمع بالله لا يسمع بغيره كما في الحديث الإلهي الصحيح «فبي يسمع وبي يبصر» وهذا أعلى سماعا وأصح من كل أحد.


🍁💫 فأما المسموع فعلى ثلاثة أضرب:

✨ أحدها: مسموع يحبه الله ويرضاه وأمر به عباده وأثنى على أهله ورضي عنهم به.
✨ الثاني: مسموع يبغضه ويكرهه ونهى عنه ومدح المعرضين عنه.
✨ الثالث: مسموع مباح مأذون فيه لا يحبه ولا يبغضه ولا مدح صاحبه ولا ذمه فحكمه حكم سائر المباحات من المناظر والمشام والمطعومات والملبوسات المباحة ، فمن حرم هذا النوع الثالث فقد قال على الله ما لا يعلم وحرم ما أحل الله ، ومن جعله دينا وقربة يتقرب به إلى الله فقد كذب على الله وشرع دينا لم يأذن به الله وضاهأ بذلك المشركين.

ونناقش كل منهم في الدرس المقبل بإذن الله تعالى 🍁💫
🖌🌟 وصلى اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم 🖌🌟
🍁 جزى الله كل من ساهم في نشر هذا العلم و عَمِلَ به كل خير 🍁
Sent from my iPhone