آية
{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً (22) } . كالفراش تماماً ، أنت الآن في الحر تجد وسائل لتخفيف الحر ، يوجد برد فهناك وقود ومدافئ ، أنت تحتاج إلى الماء ، الماء موجود تستخرجه من أي مكان ، أي مكان إذا حفرت بئراً تصل إلى الماء ، من أودع الماء في الأرض ؟ الله جلَّ جلاله ، نظام المطر ، نظام الرياح ، هذا كلُّه يحتاج إلى دراسات .
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي
آية
{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً (22) } . السماء بناء ، والله سبحانه وتعالى هو الذي بنى هذا النظام وبنى هذه المجرَّات ، قد يسأل أحدكم : كم مجرة في الكون ؟ لا يزال الكون مجهولاً ، أما المعلومات المتواضعة التي وصل إليها العلماء مليون ملْيون مجرة ، وفي أكثر هذه المجرات مليون ملْيون كوكب ونجم ، وكل هذه المجرات مُترابطة مع بعضها البعض بقوى التجاذب ، ومتحرِّكة بمساراتٍ مغلقة حيث إن هذا الكون مبنيٌ بناءً رائعاً أساسه التوازن الحركي .
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي
آية
{ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ (22) } . لحكمةٍ إلهية جعل الله رِزْقَ الإنسان في الأمطار ، الأمطار وحدها آيةٌ من آيات الله الدالة على عظمته ، من أين جاءت هذه البحار ؟ فقد سمعت أن مرصداً عملاقاً في أوروبا يستخدم الأشعة فوق البنفسجية في كشف النجوم ، اكتشف سحابة كونية ، سحابة واحدة من بين آلاف السحب تستطيع هذه السحابة أن تملأ البحار كلَّها ستين مرة في يوم واحد بالماء العذب .
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي
آية
{ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ (22) } . هذا موسم فواكه ، يأكل الإنسان كل يوم منها صنفاً أو أصنافاً ، فهل خطر في بالك من صنع هذه البطيخة ؟ من صممها بهذا الحجم ؟ أساسها بذرة واحدة ، من أين جاء هذا الطُعْم الحلو ؟ وهذا اللون الأحمر ؟ وهذه المواد المُدِرَّة ؟ وهذه المواد المفيدة ؟ ومن جعل هذه القشرة سميكة جداً وذات شكل بيضوي ؟ وتجد السيارة تحمل عشرة أطنان من البطيخ ، البطيخ في الأسفل كما هو في الأعلى ، لأن الشكل البيضوي أكبر شكل يقاوم الضغط ، لأن الضغط على أي مكان فيه يوزَّع على كل سطح هذا الشكل ، كالبيض تماماً تضع مئة بيضة في سلة ، فالبيضة التي في الأسفل لا تتأثر أبداً .
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي
آية
{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ (22) }{ لكم } لكم خصيصاً لكم ، قد تُدعى إلى وليمة وأنت ضيف الشرف كل هذا الطعام صُنِع من أجلك أيّها الإنسان ، قد يطرق الباب طارق ، ضيف زائر تفضَّل وكُلْ ، لكن هذا الطعام لم يصنع لهذا الضيف الطارق صنع لضيف الشرف ، يجب أن تعلم علم اليقين أن كل شيء خلقه الله عزَّ وجل خصيصاً لك ، هذا يُستفاد من قوله تعالى { لكم } .
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي
آية
{ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) } لا أحد يقول : إن هناك جهة خلقت الكون غير الله ، لا أحد يستطيع أن يدعي خلق الكون إلا الله .
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي
آية
{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا (24) } " لم ، ولن " ، لم لنفي الماضي ، ولن للنفي على التأبيد أي المستقبل : { فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا (24) } . لم تستطيعوا أن تفعلوا في الماضي ، ولن تستطيعوا أن تفعلوا بالمستقبل ، والدليل : أنه مضى على إنزال هذا القرآن أكثر من ألفٍ وأربعمئة عام ، هل استطاع العِلم كله في الأرض أن يأتي بشيءٍ يُناقض هذا القرآن ؟ بالعكس كلَّما تقدَّم العلِم تطابق مع القرآن .
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي
آية
{ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) } النار أيها الأخوة ، وما أدراك ما النار ! الشموس ، أبدأ الكلام الآن عن شموس حمراء اللون ، والنجوم البعيدة بيضاء ، انظروا إليها في الليل تجدوها بيضاء ، ويوجد الآن ثقوب سوداء ، يمر الكوكب المُلتهب بمرحلة الاحمرار إلى الابيضاض إلى السواد ، وكل مرحلة تتضاعف فيها الحرارة ملايين المرَّات ، شمسنا حمراء حيث أنها في البدايات ، ولكن هناك شموساً بيضاء تنكمش وتصبح بيضاء اللون ، وبعد ألف عام تصبح هذه الشمس سوداء ، وهناك ثقوب فيها ضغطٍ عالٍ جداً ، لو دخلت الأرض أحد هذه الثقوب لأصبحت بحجم البيضة مع وزنها نفسه ، إذا وضعت الحجر البازلتي وهو آخر العناصر انصهاراً فإنه يذوب في النار : { وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (24) } . هل تعلم يا أخي أن أهل الخبرة يصنعون أرض الأفران الآن من الحجر الأسود أي البازلتي ، قلَّما ينصهر هذا الحجر ، أما في نار جهنم فهو يصبح سائلاً ، لو أن الأرض أُلقيت في الشمس لتبخَّرت في ثانيةٍ واحدة ، حرارة الشمس في ظاهرها ستة آلاف درجة ، وفي أعماقها عشرون مليون درجة ، هذه شمس الأرض الحمراء وليست السوداء ، الحمراء عشرون مليون درجة .
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي