سنن الآذان الخمس
و نظير هذا ما شرع لمن سمع الآذان : أن يقول كما يقول المؤذن. و أن يقول رضيت بالله ربا ، و بالإسلام دينا ، و بمحد رسولاً. و أن يسأل الله لرسوله الوسيلة و الفضيلة ، و أن يبعثه المقام المحمود. ثم ليصل عليه . ثم يسأل حاجته. فهذه خمس سنن في إجابة المؤذن لا ينبغي الغفلة عنها.
ضرورة العبد لقوله { اهدنا الصراط المستقيم }
ثم ليتأمل العبد ضرورته و فاقته إلى قوله { اهدنا الصِّراط المُستقيم } الذي مضمونه معرفة الحق ، و قصده و إرادته و العمل به ، و الثبات عليه ، و الدعوة إليه ، و الصبر على أذى المدعو إليه فباستكمال هذه المراتب الخمس يستكمل العبد الهداية و ما نقص منها نقص من هدايته .
عبودية الاستفتاح
فإذا قال : " سبحانك اللهم و بحمدك" و أثنى على الله تعالى بما هو أهله ، فقد خرج بذلك عن الغفلة و أهلها ، فإن الغفلة حجاب بينه و بين الله. و أتى بالتحية و الثناء الذي يُخاطب به الملك عند الدخول عليه تعظيما له و تمهيدا ، و كان ذلك تمجيدا و مقدمة بين يدي حاجته. فكان في الثناء من آداب العبودية ، و تعظيم المعبود ما يستجلب به إقباله عليه ، و رضاه عنه ، و إسعافه بفضله حوائجه .
أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة