الاثنين، 21 سبتمبر 2015

(¯`*•أهـل الشام•*´¯) الأسباب التي تثير في القلب قوة التوكل



الأسباب التي تثير في القلب قوة التوكل



قال منصور بن عمار : «قلوب المتوكلين أوعية الرضا».



الأسباب التي تثير في القلب قوة التوكل : معرفة الرب بأسمائه وصفاته: وأن كل شيء لا يكون إلا بمشيئته وقدرته، فهو القادر الذي لا يعجزه شيء، العزيز الذي لا يغلب ولا يمتنع عليه شيء، العليم الذي أحاط علمه بكل شيء؛ بالمصالح الظاهرة والباطنة والعوائق الخفية والظاهرة. وإنَّ عزْمَ العبد على الفعل بعد التفكير والمشاورة وإعداد العدة لا يكفي للنجاح إلا بمعونة الله وتوفيقه؛ لأن الموانع والعوائق دون النجاح كثيرة لا يحيط بها إلا الله، فلا بد للمؤمن من التوكل على الله، والاعتماد على حوله وقوته في تيسير الأمور، والاستمرار على الفعل، والله جل جلاله يحب المتوكلين على حوله وقوته مع العمل بالأسباب.



الأسباب التي تثير في القلب قوة التوكل : إثبات الأسباب والأخذ بها؛ لأن التوكل من أقوى الأسباب في حصول المأمول، وإنما يظهر تأثير التوكل في كسب العبد وسعيه، كالدعاء الذي جعله الله سببًا في حصول المدعوَّ به. والله عز وجل يقول: " فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ " [الجمعة: 10]، فلا يجوز الاعتماد على الأسباب؛ فإن من الناس من يتكل على الخلق في قضاء حاجته، ويتعلق قلبه بهم فيكون جزاؤه أن يكله الله إليهم، كما قال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ تَعَلَّقَ بشيء وُكِلَ إليه»، وغير الله عاجز في كل شيء وعن كل شيء، حتى في استجلاب المصالح لنفسه؛ فلا يعتمد على مال ولا جاه ولا عقل ولا أي مخلوق.



قال الفضيل بن عياض رحمه الله: «أَحَبُّ الناس إلى الناس من استغنى عن الناس، وأبغضُ الناس إلى الناس من احتاج إلى الناس وسألهم، وأحب الناس إلى الله عز وجل من سأله واستغنى به عن غيره، وأبغضُ الناس إليه تعالى من استغنى عنه وسأل غيره».ولذلك فإن معيار قوة العبد ونجاحه هو قدرته على الاستغناء بالله عن المخلوقين، فإذا توكل العبد على الله ووثق به وفوَّض أمره إليه واجه أعتى الناس، ليس لأنه قوي، ولكن لأنه اعتمد على الله، وانحلَّت جميع مشكلاته؛ لا لأنه بذل السبب ولكن لأنه اتكل على ربه.



الأسباب التي تثير في القلب قوة التوكل : إخلاص القلب في توحيد الله بلا شريك: فإنه لا يستقيم توكل العبد حتى يصح له توحيده، وعلى قدر تجريد التوحيد تكون صحة التوكل، فإن العبد متى التفت إلى غير الله أخذ ذلك الالتفات شعبة من شعب قلبه. قال صلى اله عليه وسلم : «لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا» "صحيح ابن ماجه" ، أي لو حصل منكم صحة التوحيد، الذي تقتضي تفويض الأمر إلى الله والثقة به في كل شؤونكم لرزقكم مثل هذه الطيور، ولكن الناس يعتمدون على قوتهم وحذرهم .



الأسباب التي تثير في القلب قوة التوكل : اعتماد القلب على الله واستناده إليه وسكونه إليه، فلا يبقى اضطراب ولا شك من اختلاف الأسباب أو ضعفها أو تخاذلها، وهذه هي علامة صحة التوكل، فبعد أن أخذ بالأسباب واعتمد على ربه ثم لم يحصل له ما أراد فلا يصبح في قلبه حرج ولا بُغض على ما اتخذ سببًا أو طلب منه العون؛ لعلمه أنه ما تعسَّر إلا بتقدير الله، ولو تيسر فبتيسير الله، فلا يُبالي بإقبال الأسباب أو إدبارها، قال صلى الله عليه وسلم : «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير» "صحيح مسلم "يعني أنهم متوكلون على الله.



الأسباب التي تثير في القلب قوة التوكل : حُسن الظن بالله عز وجل: الذي هو الثقة بالله تعالى، كما قال الحسن: «إن من توكُّل العبد أن يكون الله هو ثقته»... بل إن الثقة واليقين عماد التوكل وأصله؛ فالواثق بربه يعتقد أن الله تعالى إذا حكم فلا مردَّ له ولا معقب لحكمه، فمن قسم الله له نصيبًا من رزق أو طاعة أو مال أو علم أو غيره فلا بد له من حصوله، ومن لم يقسم له ذلك فلا سبيل إليه ألبتة، كما لا سبيل له إلى الطيران إلى السماء، وأمنَ من فوات نصيبه الذي قسمه الله له، وأمِن أيضًا من نقصان ما كتب الله له، فيظفر بروح الرضا وسروره .



الأسباب التي تثير في القلب قوة التوكل : استسلام القلب لله: يعني الاستسلام لتدبير رب العالمين في أمور القضاء والقدر؛ لا فيما أمر به ونهى عنه فقط.



الأسباب التي تثير في القلب قوة التوكل : التفويض: وهو حقيقة التوكل، وهو إلقاء الأمور كلها إلى الله وإنزالها بربه طائعًا مختارًا لا كارهًا مضطرًا.



فوائد من كتاب التوكل على الله لأسماء بنت راشد الرويشد