فائدة
إن أصحاب الذنوب كثيرون ولكن التائبين منها قليلون ، فكن أنت من هؤلاء القليلين . ويا عجبا من شاب أعطاه الله القوة والمال والجمال ليكون عبدا حامدا شاكرا لأنعم الله فإذا به تغره قوته بظلم الناس وتغره صحته باستحلال ما حرم الله ويغره ماله وجاهه بالتكبر على غيره . والأشد عجبا أن يعصي الشيخ الكبير وقد شاب شعره وخارت قوته ووهن عظمه وأصبح لا يقدر على الحركة إلا في معصية الله ونسي أن ما تبقى من عمره أقل بكثير مما مضى فبدلا من أن يعبد الله فيما تبقى من عمره تراه متماديا في معصيته عاشقا لذنوبه .
فائدة
إن من عظمة الله ورحمته أنه حليم صبور لا يعذب عباده فور ارتكابهم الذنوب حتى يرجعوا أو يتوبوا قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ26
أيها العاصي أقبل على ربك ولا تقنط من رحمته قال تعالى : ( قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون)
فوائد من كتاب أنين المذنبين لنبيل عطوه