" مات في صلاة الاستسقاء "
دخلت في أحد الأيام إحدى التسجيلات الإسلامية فوجدت بعضا الإخوان فقالوا : هل تذهب معنا ؟ قلت : وإلى أين ؟ قالوا : لتعزية أحد الإخوان فقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله قالوا : أبشر؛ فإن ميتته ميتةٌ حسنة يتمناها كل مسلم. قلت : وكيف ؟ قالوا : في يوم الاثنين ( يوم الاثنين 5/5/1412ه لأداء صلاة الاستسقاء في جامع المطرود سابقًا في مدينة الرياض ) انطلق هذا الرجل الذي يبلغ من العمر ستين سنة بعدما سمع المنادي ينادي لصلاة الفجر، وبعد أن أدى هذه الفريضة التي يُضيعها كثير من المسلمين وللأسف الشديد، عاد إلى بيته فتناول شيئًا من الحليب، ثم عاد لأداء صلاة الاستسقاء مع المسلمين، وبعدما دخل في صلاته وفي السجود يأتي ملك الموت فيقبض روحه ساجدًا لله، فقام الناس من سجودهم ولم يقم معهم، فبعد أن انتهوا من صلاتهم حركوه وإذا به قد مات، فانظر يا أخي القارئ إلى هذه الميتة الحسنة؛ أن يموت الإنسان مصليًا ويبعث يوم القيامة على حالته التي مات عليها .
ويدل على ذلك حديث الذي وقصته ناقته في الحج الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم : «اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين، ولا تُخمروا رأسه؛ فإنه يبعث يوم القيامة ملبيًا» (متفق عليه اللؤلؤ والمرجان ص37 ) .
والإنسان يحشر يوم القيامة على ما مات عليه كما ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم : «والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله ... والله أعلم بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم، والريح ريح المسك»(البخاري مع الفتح ح6 ص20 ) فقد بين في هذا الحديث أن الشهيد يبعث على حالته التي كان عليها، وكذلك كل من مات على نوع من أنواع الطاعة؛ كقراءة للقرآن أو حج أو عمرة، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الذي وقصته ناقته أنه يبعث يوم القيامة ملبيًا، ومن مات أيضًا ذاكرًا لله؛ فهذه من علامات السعادة أيضًا كما قال صلى الله عليه وسلم : «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»(صحيح الجامع ص1105 ) إذًا يا أخي في الله ينبغي أن تجتهد في طاعة الله حافظًا لأوامره مجتنبًا لنواهيه؛ لتكون من السعداء في الدنيا والآخرة .
وختامًا أحب أن أبيِّن قاعدة مهمة من قواعد أهل السنة؛ أننا لا نشهد لأحد بجنة أو نار أو سعادة أو شقاء إلا من شهد الله لهم أو شهد لهم رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ ولكن نرجو للمحسن الإحسان والثواب ونخاف على المسيء العقاب .
من قصص السعداء و الأشقياء للكاتب ناصر بن إبراهيم الرميح