( موسوعة )
رجال موقعة بدر رضي الله عنهم
الجزء الأول
(أول مائة مقاتل بدري)
إعداد وتأليف
أبو إسلام أحمد بن علي
50- مسعود بن عبد بن سعد بن عامر - 51- سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس ( القسم الأول )
50- مسعود بن عبد بن سعد بن عامر
شهد بدراً
51- سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس
لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنهم قاتلوك
حدثني أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال حدثني عمرو بن ميمون أنه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حدث عن سعد بن معاذ أنه قال كان صديقا لأمية بن خلف وكان أمية إذا مر بالمدينة نزل على سعد وكان سعد إذا مر بمكة نزل على أمية فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انطلق سعد معتمرا فنزل على أمية بمكة فقال لأمية انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت فخرج به قريبا من نصف النهار فلقيهما أبو جهل فقال يا أبا صفوان من هذا معك فقال هذا سعد فقال له أبو جهل ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد آويتم الصباة وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما فقال له سعد ورفع صوته عليه أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه طريقك على المدينة فقال له أمية لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيد أهل الوادي فقال سعد دعنا عنك يا أمية فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنهم قاتلوك قال بمكة قال لا أدري ففزع لذلك أمية فزعا شديدا فلما رجع أمية إلى أهله قال يا أم صفوان ألم تري ما قال لي سعد قالت وما قال لك قال زعم أن محمدا أخبرهم أنهم قاتلي فقلت له بمكة قال لا أدري فقال أمية والله لا أخرج من مكة فلما كان يوم بدر استنفر أبو جهل الناس قال أدركوا عيركم فكره أمية أن يخرج فأتاه أبو جهل فقال يا أبا صفوان إنك متى ما يراك الناس قد تخلفت وأنت سيد أهل الوادي تخلفوا معك فلم يزل به أبو جهل حتى قال أما إذ غلبتني فو الله لأشترين أجود بعير بمكة ثم قال أمية يا أم صفوان جهزيني فقالت له يا أبا صفوان وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي قال لا ما أريد أن أجوز معهم إلا قريبا فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلا إلا عقل بعيره فلم يزل بذلك حتى قتله الله عز وجل ببدر.
صحيح البخاري
من ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعا لله
حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا سعيد عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سعد بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعا لله دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من حلل الإيمان يلبس أيها يشاء.
مسند الحارث (زوائد الهيثمي)
فأدركتها فذكتها بحجر
عن نافع عن رجل من الأنصار عن سعد بن معاذ أو معاذ بن سعد أنه أخبره أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنما بسلع فأصيبت منها شاة فأدركتها فذكتها بحجر فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال لا بأس بها فكلوها.
التمهيد لابن عبد البر
واشتغل بها لم يعد صلاته
حدثناه جماعة عن عبد الله بن عثمان عن سعد بن معاذ عن ابن أبي مريم عن نعيم عنه وفيه الصلاة في الأكسية لأن الخميصة كساء صوف معلم وفيه دليل على أن الالتفات في الصلاة والنظر إلى ما يشغل الإنسان عنها لا يفسدها إذا تمت بحدودها من ركوعها وسجودها وسائر فرائضها لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى أعلام خميصة أبي جهم واشتغل بها لم يعد صلاته.
التمهيد لابن عبد البر
فأذن
زيد بن عبد الله حدثنا عبد الله قال حدثني الليث قال حدثني إسحاق بن رافع عن سعد بن معاذ الأنصاري عن الحسن بن أبي الحسن البصري عن زيد بن عبد الله عرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم رقية من حية فأذن.
التاريخ الكبير
فإن كان حقا فألحنوا لي لحنا أعرفه
في غزوة الأحزاب (الخندق) نقض كعب بن أسد سيد بني قريظة اليهودي عهده وبرئ مما كان عليه فيما بينه وبين رسول الله فلما انتهى إلى رسول الله الخبر وإلى المسلمين بعث رسول الله سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس أحد بني الأشهل وهو يومئذ سيد الأوس وسعد بن عبادة بن ديلم أخي بني ساعدة بن كعب بن الخزرج وهو يومئذ سيد الخزرج ومعهما عبد الله بن رواحة أخو بلحرث بن الخزرج وخوات بن جبير أخو بني عمرو بن عوف فقال انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا فإن كان حقا فألحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم ونالوا من رسول الله وقالوا لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد فشاتمهم سعد بن عبادة وشاتموه وكان رجلا فيه حدة فقال له سعد بن معاذ دع عنك مشاتمتهم فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة ثم أقبل سعد وسعد ومن معهما إلى رسول الله فسلموا عليه ثم قالوا عضل والقارة أي كغدر عضل والقارة بأصحاب رسول الله أصحاب الرجيع خبيب بن عدي وأصحابه فقال رسول الله الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين .
تفسير الطبري
كان لواء الأوس معه يوم الخندق
ذكر مناقب سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الخزرجي الأنصاري وكان سعد يكنى أبا عمرو وكان لواء الأوس معه يوم الخندق فرمي في أكحله بسهم فقطع ونزف وذلك في سنة خمس من الهجرة.
المستدرك على الصحيحين
وكان موته بعد الخندق بشهر
باب مناقب سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي ثم الأشهلي وهو كبير الأوس كما أن سعد بن عبادة كبير الخزرج أسلم على يد مصعب بن عمير لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يعلم المسلمين فلما أسلم قال لبني عبد الأشهل كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام وشهد بدرا بلا خلاف فيه وشهد أحدا والخندق ورماه يومئذ حبان بن العراقة في أكحله فعاش شهرا ثم تنفض جرحه فمات منه وكان موته بعد الخندق بشهر وبعد قريظة بليال.
تحفة الأحوذي
اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث بدري كنيته أبو عمرو الأوسي الأنصاري مات بالمدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد قريظة وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.
الثقات
حدثني محمد بن المثنى حدثنا فضل بن مساور ختن أبي عوانة حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اهتز العرش لموت سعد بن معاذ .
صحيح البخاري
شاور السعدان
شاور النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق في مصالحة الأحزاب بثلث ثمار المدينة عامئذ فأبى ذلك عليه السعدان سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فترك ذلك.
تفسير ابن كثير
لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك
ما أحسن ما أجاب به الصحابة رضي الله عنهم يوم بدر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استشارهم في قتال النفير الذين جاؤا لمنع العير الذي كان مع أبي سفيان فلما فات اقتناص العير واقترب منهم النفير وهم في جمع ما بين التسعمائة إلى الألف في العدة والبيض و اليلب فتكلم أبو بكر رضي الله عنه فأحسن ثم تكلم من تكلم من الصحابة من المهاجرين ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أشيروا علي أيها المسلمون وما يقول ذلك إلا ليستعلم ما عند الأنصار لأنهم كانوا جمهور الناس يومئذ فقال سعد بن معاذ كأنك تعرض بنا يا رسول الله فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء لعل الله أن يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك.
تفسير ابن كثير
ألا نبني لك عريشا تكون فيه وننيخ إليك ركائبك
حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن سعد بن معاذ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما التقى الناس يوم بدر يا رسول الله ألا نبني لك عريشا تكون فيه وننيخ إليك ركائبك ونلقى عدونا فإن أظفرنا الله عليهم وأعزنا فذاك ما نحب وإن تكن الأخرى فتجلس على ركائبك وتلحق بمن وراءنا من قومنا فقد والله تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد لك حبا منهم لو علموا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك ويؤازرونك وينصرونك فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له به فبنى له عريش فكان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ما معهما غيرهما .
تفسير ابن كثير
أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا مسعدة بن سعيد العطار حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثني عبد العزيز بن عمران حدثني عبد الرحمن وعبد الله ابنا زيد بن أسلم عن أبيهما عن عطاء بن يسار عن بن عباس أن أربد بن قيس بن جزء بن جليد بن جعفر بن كلاب وعامر بن الطفيل بن مالك قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيا إليه وهو جالس فجلسا بين يديه فقال عامر بن الطفيل يا محمد ما تجعل لي إن أسلمت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال عامر بن الطفيل أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ذلك لك ولا لقومك ولكن لك أعنة الخيل قال أنا الآن في أعنة خيل نجد اجعل لي الوبر ولك المدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فلما قفلا من عنده قال عامر أما والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يمنعك الله فلما خرج أربد وعامر قال عامر يا أربد أنا أشغل عنك محمدا بالحديث فاضربه بالسيف فإن الناس إذا قتلت محمدا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب فنعطيهم الدية قال أربد أفعل فأقبلا راجعين إليه فقال عامر يا محمد قم معي أكلمك فقام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلسا إلى الجدار ووقف معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمه وسل أربد السيف فلما وضع يده على السيف يبست يده على قائم السيف فلم يستطع سل السيف فأبطأ أربد على عامر بالضرب فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع فانصرف عنهما فلما خرج عامر وأربد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانا بالحرة حرة راقم نزلا فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فقالا أشخصا يا عدوي الله لعنكما الله فقال عامر من هذا يا سعد قال هذا أسيد بن حضير الكتائب فخرجا حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته وخرج عامر حتى إذا كان بالخريم أرسل الله قرحة فأخذته فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول فجعل يمس قرحته في حلقه ويقول غدة كغدة الجمل في بيت سلولية يرغب أن يموت في بيتها ثم ركب فرسه فأحضره حتى مات عليه راجعا .
تفسير ابن كثير