#أعمال القلوب#
للشيخ خالد السبت
■بعد ذلك أقول: إذا كان القلب محل الإيمان والتقوى، أو الكفر والنفاق والشرك، وما إلى ذلك، فقد يسأل بعضكم: لو قطع قلب إنسان، ثم وضع له قلب إنسان كافر، فهل معنى ذلك أن هذا الإنسان سيتحول إلى عقيدة ذلك الكافر فيكون كافراً مثله؟
□الجواب: لا .. والطب الحديث له تجارب في ذلك لربما قطع قلب الإنسان مدة من الزمان ثم أعمل فيه محل هذا القلب مؤقتاً آلة تضخ الدم ريثما يوضع له قلب آخر وهذا شئ سمعته من بعض الأطباء المشتغلين بطب القلوب، وأيضاً جرب الأطباء استبدال القلب لربما نزعوا قلب رجل، ووضعوا فيه قلب رجل آخر فماذا كانت النتيجة ؟؟ قرأت في بعض التحقيقات والتقريرات الطبية في ذلك يقولون: إن الإنسان يعيش مدة محدودة ثم هو لا يكاد يتكلم ويتصرف ويعبر عن مكنوناته كما كان قبل ذلك، وإنما يغلب عليه لربما شئ من السكون والركود، ومن ثم لا يعرف كثيراً مدى التغير الذي حصل له بسبب تغير هذا القلب، والتأثر الذي ناله من صاحب ذلك القلب الذي نقل إليه، والذي أظنه- والله تعالى أعلم- هو أن الإنسان لا يتحول من الإيمان إلى الكفر، أو العكس، أو غير ذلك إذا نقل إليه قلب إنسان آخر، فلو جئنا بإنسان كافر ووضعنا له قلب إنسان مؤمن؛ فإن هذا الكافر إن قدر له أن يعيش ولو مدة محدودة، فإنه لا يتحول إلى إنسان مؤمن، وإنما يبقى على كفره، وتبقى له أرجاسه وأدناسه، وهكذا لو عكسنا القضية، ولكن لا يبعد أن يتأثر صاحبه بعض الأثر ,كيف لا والإنسان يتأثر بالمخالطة والنظر، ويتأثر بما يسمع، ويتأثر بالشم كما يتأثر بما يأكل، فأكل الحلال يؤثر بالإنسان كما يؤثر أكله الحرام في قلبه، كما أن اللغة أيضاً تؤثر في عقله وقلبه، ولذلك لما رأى الإمام أحمد رحمه الله ابنه عبد الله ترضعه جارية أخذه أخذة منها، ونزعه نزعاً شديداً ثم وضع أصبعه في فمه حتى استفرغ تلك الرضعة وقال لا آمن عليه من هذه الرضعة، ولما كبر عبد الله كان يعتريه شئ في بعض الأحيان، فكان الإمام أحمد يقول: 'لا آمن أن تكون من تلك الرضعة' . فلاحظ كيف تؤثر رضعة ! كيف تؤثر في هذا الإنسان، ولربما في سلوكه، وفي عقله، فكيف إذا نقل إليه قلب بكامله ؟!
بدأ سباق الطاعات
قال تعالى " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ "
شهر رجب من الأشهر الحرم التي عظمها الله ..
"ولقد أوصانا ربنا العظيم بالأشهر الحرم بقوله تعالى:" فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ
وظلم النفس باقترافها الذنوب ..
فلنحرص من اليوم على التوبة من الذنوب .
.ففعلها في الاشهر الحرم أعظم عند الله تعالى من سائر الايام..
ولنحرص على تغيير نمط حياتنا في رجب وشعبان استعداداً لرمضان
وندعو أهلنا وأولادنا ومن حولنا إلى هذا التغيير
صيام قيام ذكر تلاوة قرآن صدقة مكث أكثر في المسجد
حتى لو شعرنا بالغربة..
ﻓﻄﻮﺑﻰ ﻟﻠﻐﺮﺑﺎء !
واﻟﻐﺮﺑﺎء ﻟﻴﺴﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ فقط ﺑﻴﻦ ﻛﺜﺮة ﻓﺎﺳﺪة ..
ﺑﻞ هم المصلحون للحياة
وﻟﺬا وﺻﻔﻬﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ :
(اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﺼﻠِﺤﻮن ما أﻓﺴﺪ اﻟﻨﺎس من دينهم )
ابدأ فوراً :
صحح نيتك وحرر الإخلاص
نوايا عديدة لكل عمل
حافظ على الأذكار بعد الصلوات ولاتسرع بالخروج من المسجد بل طول اللبث في المسجد حياة المقربين
أذكار الصباح والمساء هي زاد القلب والروح فلا تفرط فيها
لا يمر يومنا دون وردنا القرآني
ركعات الضحى بركة اليوم ..
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله
والله أكبر أحب الكلام إلى الله فأكثر منها ليحبك الله
تقبل الله طاعتكم
------------------
يقول الشيخ علي الطنطاوي :
( فمن رأيتموه ينسى فضل والديه، أو يسيئ إليهما، ولو بكلمة أف فلا تثقوا به، ولا تعتمدوا عليه، لأنكم مهما أحسنتم إليه، فلن تبلغوا معشار ما أحسن إليه والداه، فإذا نسي فضلهما وجحده، فهل تأملون أن يذكر فضلكم، ويحفظ معروفكم ) ٠
ويحكى انه مرض أحد التّابعين فلمّا زارته أمّه، قام فلبس وتأنّق كأنْ لمْ يكنْ به بأس، فلمّا خرجتْ سقط مغشيًّا عليه
فسئل عن ذلك فقال : إنّ أنين الأبناء يعذّب قلوب الأمّهات ...
ربّما لمْ يقدّمْ لك والداك كلّ ما تريد ... لكنْ تأكّد بأنّهما قدّما لك كلّ ما يملكان
( ربّ ارْحمْهما كما ربّياني صغيرًا).
---------------------/----//--------
وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ
فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ