الأحد، 26 أبريل 2015

[zmn1.com] أعمال القلوب




 

# أعمال القلوب #...
للشيخ خالد السبت يحفظه الله

الأمور التي يتم بها صلاح القلب:  وهي كثيرة جداً، ولكني أذكر طرفاً يسيراً منها؛ لعل الله عز وجل أن ينفع بها في مثل هذا المجلس، ويكون مشتملاً على جملة الأمور الهامة المتعلقة بهذه المقدمة فمن أعظم الأمور التي تصلح القلب:
1- المجاهدة: يحتاج الإنسان إلى مجاهدة دائمة ومستمرة وإلى مكابدة، يقول ابن المنكدر رحمه الله وهو من علماء التابعين:"كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت لي"
[ نزهة الفضلاء 607] .
■ فصار في حال من العبودية عجيب كان يقول:"إني لأدخل في الليل فيهولني فينقضي وما قضيت منه أربي" . ما معنى هذا الكلام ؟ يقول: إذا أقبل الليل ودخلت فيه، وبادرت فيه إلى الصلاة، وخلوت بربي؛ لم يمض إلى شيء حتى انقضى هذا الليل، وتصرمت ساعاته، ولم أشعر بذلك، ولم يحصل ما كنت أؤمله من طول المناجاة، فهي قصيرة في نظره لشدة شغفه وتعلقه بذلك !!
كيف نصل إلى هذه المرحلة، ونحن إذا جلس الإمام يصلي وزاد دقيقتين لربما بدأنا نتململ وبعضنا يتنحنح، وبعضنا يحرك أصابعه ويفرقعها، ولربما عاتبنا الإمام بعد ذلك !!
إننا حينما نصلي كأن الواحد منا طائر في القفص يبحث عن الحيلة كيف يتخلص، ولو كانت قلوبنا عامرة بمحبة الله والإقبال عليه؛ لم نشبع من صلاتنا وعبادتنا، وكم رأيت من الصالحين من يتعجب أن فلاناً من الناس لربما بكى في القراءة في الصلاة السرية، وأي عجب في هذا هو يناجي ربه كيف تعجبون من هذا .. !! وأي مقام هو أعظم من مقام العبد بين يدي ربه وخالقه يناجيه وينطرح بين يديه في أذل الصور التي يعبد بها العبد ربه ويذلل جبهته في السجود والركوع وهل هناك تذلل أكثر من مناجاة الله عز وجل والخضوع بين يديه والجبهة على الأرض ؟ ليس هناك صورة في الذل أعظم من هذه .. لكننا ألفناها فما عادت تؤثر في قلوبنا.
□على كل حال أيها الأخوة نحن نحتاج إلى كثير من المجاهدة لإصلاح هذه القلوب، ولعل هذه المجالس تكون سبباً في إعانة الواحد منا على إصلاح قلبه . 
 اللهم أصلح فساد قلوبنا

♡يتبع بإذن الله تعالى♡


وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ

 فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ