الأحد، 26 أبريل 2015

[zmn1.com] اعمال القلوب




 



 #اعمال القلوب #..
 للشيخ خالد السبت
○يقول سلمان الفارسي رضي الله عنه في كلمة مختصرة جليلة،
 يعبر بها عن معنى كبير يقول:' لكل امرئ جواني وبراني - جواني يعني: الداخلي، والبراني: هو الخارجي - لكل امرئ جواني وبراني فمن يصلح جوانيه يصلح الله برانيه ومن يفسد جوانيه يفسد الله برانيه'[ الزهد لابن المبارك 'زيادات نعيم بن حماد' ص 17] .. 
■وهذا شئ مشاهد، ولهذا تجد الموعظة تطرق الأسماع، وتجد آثارها على الناس متفاوتة غاية التفاوت كالمطر ينزل على الأرض، فمنها: ما يخرج ألوان النباتات والثمار والأزهار، فتغدو تلك الأرض طيبة، معشبة، مربعة . وأما الأرض الأخرى فهي لا تنبت كلأ، وقد لا تمسك ماء- نسأل الله العافية- وقد تمسكه لكنها لا تنتفع به وإنما ينتفع غيرها، وهكذا الناس يسمعون وحي الله عز وجل، ويسمعون القرآن، ويسمعون المواعظ، فمنهم: من يتأثر ويظهر ذلك في سمته وهديه وأخلاقه وسائر أعماله؛ فيثمر ذلك في قلبه خشوعاً وخضوعاً وألواناً من العبوديات، كما يثمر عملاً صالحاً في جوارحه. ومنهم: من لا يظهر عليه أثر ذلك سواء حفظه، فنقله إلى الناس، فانتفعوا به، أو أنه لم يحفظ شيئاً من ذلك، فضيعه، والمقصود: أنه لم ينتفع به.
□وتجد الكلمات الطيبة يسمعها اثنان هذا يتحول إلى مؤمن صالح، والآخر يبقى على حاله، وكم من أقوام طرق أسماعهم القرآن، وسمعوا النبي صلى الله عليه و سلم يدعوهم إلى الإيمان والتوحيد، فكبهم الله عز وجل في النار على وجوههم، وكم من أقوام سمعوا كلمة واحدة، فقلب ذلك حياتهم رأساً على عقب، فتحولت أمورهم وأحوالهم، وتبدلت شئونهم، وتركوا الملذات والشهوات التي حرمها الله عز وجل بسبب كلمة واحدة سمعوها، وما ذلك إلا لصلاح القلب، أو فساده، فحق لهذا المحل الشريف أن يعتني به غاية العناية، يقول الحسن البصري رحمه الله :' داو قلبك فإن حاجة الله إلى عباده صلاح قلوبهم، إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم - وأشار بأصبعه إلى صدره- وأعمالكم' .
فمحل نظر الله عز وجل هو قلب العبد، فإذا صلح قلبه؛ صلحت أعماله، وكان مقبولاً عند الله عز وجل. وإذا كان القلب فاسداً، فلربما سجد صاحبه وركع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الدرك الأسفل من النار كعبد الله بن أبي بن سلول ومن معه من المنافقين، يخرجون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغزوات، ولربما قدموا شيئاً من أموالهم دفعاً للتهمة عنهم، أو حياء من الناس، ومع ذلك لم تزك نفوسهم، ولم تصلح قلوبهم ولا أعمالهم؛ لأن هذه القلوب قد انطوت على معنى سيئ أفسدها، على نجاسة كبرى لا تطهرها مياه البحار، وهي الشرك بالله عز وجل والنفاق.
نسأل الله العفو والعافية
♡يتبع بإذن الله تعالى♡
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Sun behind cloud وقد أورد هذه المقولة عن الحسن البصري جماعات من العلماء, لكن انفرد الشيخ أحمد فريد في نقله عن ابن مسعود.
جاء في دروس الشيخ أحمد فريد (2/ 26، بترقيم الشاملة آليا):  يقول عبد الله بن مسعود لرجل: داو قلبك، فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم، أي: مراد الله عز وجل من العباد صلاح قلوبهم. 

وقد فسر معنى هذه المقولة بعض العلماء وبينوا ما المراد بحاجة الله. 
جاء في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب: يعني أن مطلوب الرب من العباد، صلاح قلوبهم من المحن والفساد، ولا صلاح للقلوب، حتى تستقر فيها معرفة علام الغيوب، وتمتلئ من خوفه وخشيته ومحبته، وعظمته، والتوكل عليه ومهابته، والالتجاء إليه، وهذا حقيقة التوحيد لله تعالى، وهو معنى (لا إله إلا الله) فلا صلاح للقلوب حتى تفرد محبة المحبوب.
وفي تفسير ابن رجب الحنبلي: قال الحسنُ لرجلٍ: داوِ قلبكَ " فإنَّ حاجةَ اللَّهِ إلى العبادِ صلاحُ قلوبِهم. يعني: أنَّ مرادَهُ منهُم ومطلوبَهُ صلاحُ قلوبِهِم، فلا صلاحَ للقلوبِ حتَّى تستقرَّ فيها معرفةُ اللَّهِ، وعظمتُه، ومحبّتهُ، وخشيتُهُ، ومهابتُه، ورجاؤه، والتوكلُ عليه، وتمتلئ مِنْ ذلك، وهذا هو حقيقةُ التوحيدِ، وهو معنى "لا إله إلا اللَّهُ "، فلا صلاحَ للقلوبِ حتَّى يكونَ إلهُها الذي تألهُه وتعرفُه، وتحبه، وتخشاه، هو اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، ولو كانَ في السماواتِ والأرضِ إلهٌ يُؤَله سِوى اللَّهِ، لفسدتْ بذلكَ السماواتُ والأرضُ، كما قالَ تعالَى: (لوْ كَان فيهِمَا آلِهَةٌ إِلأَ اللَّهُ لَفَسَدَتَا) . فعلم بذلكَ أنَّه لا صلاحَ للعالَمِ العُلويِّ والسُّفليِّ معًا حتى تكون حركاتُ أهلِهَا كلها للَّهِ، وحركاتُ الجسدِ تابعةً لحركةِ القلبِ وإرادته، فإن كانتْ حركتُه وإرادتُه للَّهِ وحدَه، فقدْ صَلحَ وصلحتْ حركاتُ الجسدِ كلها، وإنْ كانتْ حركةُ القلبِ وإرادتُهُ لغيرِ اللَّهِ تعالَى، فسدَ، وفسدتْ حركاتُ الجسدِ بحسبِ فسادِ حركةِ القلبِ. 

وعليه فلا بأس إذن أن يقال حاجة الله بهذا المعنى، وقد جاء في الحديث الصحيح, عَن معَاذ بن أنس قَالَ: لما أَمر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ببيعة الرضْوَان كَانَ عُثْمَان رَسُولَ رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَى أهل مَكَّة، فَبَايع النَّاس، فَقَالَ رَسُول الله 
 ِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنَّ عُثْمَانَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وَحَاجَةِ رَسُولِهِ فَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى فَكَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُثْمَانَ خَيْرًا مِنْ أَيْدِيهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ))
[الترمذي عن أنس بن مالك ]


وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ

 فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ