يحي الفلسطينيون الذكرة 39 ليوم الارض
سواليف - رصد
يحيي الفلسطينيون اليوم الاثنين، الذكرى السنوية التاسعة والثلاثين ليوم الأرض، عندما أعلن الفلسطينيون في الداخل، في الجليل والمثلث والنقب إضراباً عاماً، ردا على قرار حكومة إسرائيل تطبيق خطة لتهويد الجليل، ومصادرة 20 ألف دونم من أراضي عرابة، ودير حنا، وسخنين، لصالح إقامة وتوسيع مستوطنات يهودية على هذه الأراضي.
وجاء إعلان الإضراب بفعل قرار من لجنة الدفاع عن الأراضي، التي تشكلت من 113 شخصية وطنية بارزة في الداخل، والتي عقدت مؤتمراً شعبيا لها في 18 أكتوبر/تشرين الأول 1975 في الناصرة، وحضرته وفود كبيرة من كافة أنحاء فلسطين الداخل. ورفض المجتمعون خلاله، مخطط المصادرة الجديد، ودعوا الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عنه، وقرّروا للمرة الأولى إعلان الإضراب العام، في الثلاثين من مارس/ آذار 1976.
في مثل هذا اليوم من عام 1976 هبت الجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر في الجليل والمثلث والنقب للدفاع عن أرضهم وكرامتهم وتصدوا لقرارات الحكم العسكري الإسرائيلي بمصادرة آلاف الدونمات، التي بلغت نحو 21 ألف دونم من أراضي منطقة عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات.
وهدفت إسرائيل تحديدا من وراء ذلك، وخاصة في منطقة الجليل، إلى إقامة مدينة حريش في منطقة وادي عارة في الشمال والتي تستوعب 150 ألف يهودي من المتدينين أي ما يفوق عدد السكان العرب الأصليين هناك.
وقد تصدى أبناء هذه المنطقة للتحركات الإسرائيلية مما نجم عنه مقتل ستة أشخاص أطلق عليهم الفلسطينيون اسم "شهداء الأرض".
بدأت الأحداث يوم 29 مارس 1976 بمظاهرة شعبية في دير حنا شمالي البلاد، فقمعت السلطات الإسرائيلية هذه المظاهرات بالقوة، وعلى إثرها خرجت مظاهرة احتجاجية أخرى في عرابة، وكان الرد أقوى، حيث قتل خلالها الشاب خير ياسين وعشرات الجرحى.
وما لبث أن أدى خبر مقتل شاب خلال الاحتجاجات إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم التالي.
وخلال مواجهات اليوم الأول والثاني سقط ستة قتلى هم: خير ياسين من عرابة، ورجا أبو ريا وخديجة شواهنة وخضر خلايلة من سخنين، ورأفت الزهيري من عين شمس، وحسن طه من كفر كنا.
عقب ذلك حصل إضراب عام، ومسيرات نظمت في المدن العربية في الجليل، ومنطقة المثلث والنقب ردا على إعلان الحكومة عن خطة لمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي في المناطق العربية في الشمال منها.
وإثر المواجهات التي اندلعت هناك أرسلت الحكومة الجيش الإسرائيلي والشرطة مع الدبابات والمدفعية الثقيلة.
وتكمن أهمية "يوم الأرض" عند فلسطينيي الداخل في أنهم ينتفضون للمرة الأولى منذ عام 1948 ضد قرارات السلطة الإسرائيلية.
كما شارك فلسطينيو عام 1967 في الأحداث وتظاهروا نصرة لأشقائهم في أراضي 48، لتشكل هذه التطورات أول حدث يوحد شقي الشعب الفلسطيني في احتجاج عام.
وكان خير ياسين أول شهيد من بين ستة شهداء آخرين، سقطوا في المواجهات مع شرطة الاحتلال، في بلدة عرابة، ليلة يوم الأرض، فيما أصيب العشرات من المواطنين في المواجهات. وفي اليوم الثاني، أسقطت قوات وشرطة الاحتلال خمسة شهداء، إضافةً إلى خير ياسين، وهم: رجاء أبو ريا، وخضر خلايلة، ورأفت الزهري، وحسن طه، وخديجة شواهنة.
ف . ع