الاستقامة في مائة حديث نبوي
الدكتور محمد زكي محمد خضر
الباب الثالث الاستقامة في العبادات
ـ 35ـ حج بيت الله الحرام
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:
" مَن حَجّ فَلَم يَرفُث ولَم يَفسُق رَجَعَ مِن ذُنوبهِ كيومِ وَلَدَتهُ أمُّهُ "
(رواه الستة إلاّ أبا داود)
الحج خامس الأركان الخمسة ، وهو فريضة في العمر مرة لمن استطاع إليه سبيلا . وهو مجمع المسلمين السنوي ، وفيه يتشبه الحاج بالأموات الذين سيكون يوما ما واحدا منهم ، فهو تذكرة بالغة للمسلم لكي ينقلب على سالف أيامه إن كان من المسرفين فيها ، ويزداد إحسانا إن كان من الصالحين . والحج هو المؤتمر العام للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، لكي يستشعروا أن ربهم واحد ونبيهم واحد وقبلتهم واحدة وأمتهم واحدة: " إنّ هذه أمّتُكُم أمّة واحدة وأنا ربُّكُم فاعبُدونِ " (11)ـ. والمؤمن يتوق إلى زيارة بيت الله الحرام في أول فرصة تسنح له ، ولا يؤخر ذلك ، فرب فرصة تسنح ولا تتكرر ، وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام: " تعَجَّلوا الحجّ فإنّ أحدكُم لا يَدري ما يَعرِضُ لهُ " (12). فالحج للمرة الأولى فريضة وما بعدها نافلة ، فمن استطاع تكرار الحج بعد الحج فذلك خير. أما العمرة فعلى المؤمن أن يؤديها ولو مرة واحدة مع حجه ، سواء كان مفردا أو متمتعا أو قارنا . فإن استطاع أن يؤدي غيرها في غير وقت الحج فتلك نافلة وفيها ثواب عظيم.
وحينما تسنح فرصة حج فرضا أو نافلة أو فرصة العمرة ، على المسلم أن يستغلها لزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم والسلام عليه فزيارة قبره لمن لم يدركه كزيارته حيا لأن الأنبياء أحياء في قبورهم.
المراجع :
ـ11ـ سورة الأنبياء الآية 92.
ـ12ـ رواه أبو القاسم الأصبهاني عن إبن عباس رضي الله عنهما.