خليفة النبي ﷺ :
الحلقة الثانية عشر (قبل الاخيرة)
١٨٩- لما مات النبي ﷺ ارتدت العرب قاطبة إلا مكة والمدينة والطائف والأحساء .
قالت عائشة رضي الله عنها :
لما قُبض النبي ﷺ ارتدت العرب قاطبة و ظهر النفاق .
١٩٠- وصار المسلمون كالشعرة البيضاء في ظهر الثور الأسود ، قليلون جداً أمام مَن ارتد .
١٩١- أول عمل قام به أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد توليه الخلافة هو :إنفاذ جيش أسامة الذي جهّزه النبي ﷺ قُبيل وفاته بيومين .
١٩٢- وكان أسامة قد خرج بجيشه من المدينة ، فلما توفي النبي ﷺ رجع أسامة بجيشه إلى المدينة .
١٩٣- فلما ارتدت العرب ، وعظُم الخطب ، واشتد الحال ، وظهر النفاق ، أخذ خليفة النبي ﷺ يُشاور الصحابة في جيش أسامة .
١٩٤- فأجمع الصحابة على إبقاء جيش أسامة في المدينة ولا يخرج ، لأنه القوة الوحيدة التي كانت عند المسلمين بعد الردة .
١٩٥- فرفض خليفة النبي ﷺ ذلك رفضاً قاطعاً ، وقال قولته الشهيرة :والذي لا إله غيره لو جرت الكلاب بأرجل أمهات المؤمنين =
١٩٦- = ما أوقفت جيشاً سيَّره النبي ﷺ ، ولا حللت لواء عقده النبي ﷺ .
وفعلاً خرج جيش أسامة رضي الله عنه ، وخرج معه خليفة =
١٩٧- = النبي ﷺ يمشي على رجليه يُودع جيش أسامة ويُوصيه ، فقال أسامة :ياخليفة رسول الله ، والله لتركبن أو لأنزلن =
١٩٨- = فقال أبو بكر : والله لا تنزل ولا أركب ، وما علي أن أُغبِّر قدمي في سبيل الله .فكان خروج جيش أسامة في ذلك الوقت =
١٩٩- = من أكبر المصالح .خرج جيش أسامة ، فكان لا يمر على حي من أحياء العرب إلا أُرعبوا منهم ، وقالوا :والله ما خرج هؤلاء =
٢٠٠- = إلا وعندهم قوة فلما أنفذ أبو بكر جيش أسامة قلَّ الجُند عند أبي بكر فطمعت الأعراب القريبة من المدينة في غزوها .
٢٠١- جعل أبوبكر الصديق رضي الله عنه على أنقاب المدينة حُرَّاساً ، وجعل عليهم أمراء ، فمن الأمراء الذين جعلهم أبو بكر
202
١- علي بن أبي طالب
٢- الزبير بن العوام
٣- طلحة بن عُبيد الله٤
- سعد بن أبي وقاص
٥- عبدالرحمن بن عوف
٦- ابن مسعود
٢٠٣- جعلت وفود العرب تَقْدُم المدينة للقاء أبي بكر الصديق يُقرُّون بالصلاة ،
ويمتنعون عن أداء الزكاة .
٢٠٤- فقال الصحابة لأبي بكر الصديق :نتركهم وما هم عليه من منع الزكاة ،
ونتألفهم حتى يتمكن الإيمان من قلوبهم ، ثم يُزكُّون .
٢٠٥- فرفض أبوبكر الصديق ذلك رفضاً قاطعاً ،
وقال له عمر رضي الله عنه :علام نقاتل الناس وقد قال رسول الله ﷺ :" أمرت أن =
٢٠٦- = أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ،
محمد رسول الله ، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم ..".ثم قال =
٢٠٧- = عمر رضي الله عنه لأبي بكر :
تألف الناس ياخليفة رسول الله وارفق بهم .فقال أبوبكر لعمر رضي الله عنهما : =
٢٠٨- = رجوت نُصرتك ، وجئتني بخُذلانك ،
أجبار في الجاهلية خوَّار في الإسلام ، إنه قد انقطع الوحي ، وتم الدين ، والله =
٢٠٩- = لأقاتلنَّ مَن فرَّق بين الصلاة والزكاة ،
فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقاً – هي أنثى ولد الماعز – كانوا =
٢١٠- = يُؤدونها لرسول الله ﷺ لقاتلتهم على منعه .
قال عمر : فوالله ماهو إلا أن رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال =
٢١١- = فعرفت أنه الحق .قال الحافظ في الفتح :
وفي هذه القصة دليل على أن السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة ، ويطَّلع =
٢١٢- = عليها آحادهم ، ولهذا لا يُلتفت إلى الآراء ولو قويت مع وجود سنة تُخالفها ،
ولا يُقال كيف خفي ذا على فلان ؟؟
٢١٣- وقال الحافظ ابن كثير :استطاع أبوبكر الصديق رضي الله عنه
أن يرد شارد الدين بعد ذهابه ، وأرجع الحق إلى نصابه .
والى اللقاء في الحلقة الثالثة عشر واﻻخيرة
وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ
فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ