خليفة النبي ﷺ : الحلقة العاشرة
١٥٨- اجتمع الأنصار رضي الله عنهم في سقيفة بني ساعدة لاختيار الخليفة بعد النبي ﷺ .فقال عمر بن الخطاب لأبي بكر الصديق =
١٥٩- = انْطَلِقْ بنا إلى إخواننا من الأنصار ، فانطلقنا نَؤُمُهم ، ومعنا أبو عُبيدة بن الجراح رضي الله عنه .
١٦٠- فلما وصلوا إلى سقيفة بني ساعدة وإذا الأنصار مجتمعون ، وعلى رأسهم سيد الأنصار سعد بن عُبادة رضي الله عنه .
١٦١- فلما اجتمع بهم أبوبكر وعمر وأبوعُبيدة رضي الله عنهم ، تكلم خطيب الأنصار ثابت بن قيس رضي الله عنه حتى فرغ من كلامه .
١٦٢- قال عمر : فلما فرغ من كلامه أردت أن أتكلم ، وكنت قد هيأت مقالة أُريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر الصديق =
١٦٣- = فقال لي أبوبكر : على رِسلك .
قال عمر : فتكلم أبوبكر ، فكان هو أحلم مني وأوقر ، والله ماترك من كلمة كنت أريد أن =
١٦٤- = أقولها إلا قال في بديهيته مثلها ، أو أفضل منها .
فكان مما قال أبو بكر : أيها الناس نحن المهاجرون أول الناس إسلاماً =
١٦٥- = وأكرمهم أحساباً ، وأوسطهم داراً ، وأحسنهم وجوهاً – أي مكانة – وأكثرهم ولادة في العرب ، وأمسهم رحماً برسول الله ﷺ =
١٦٦- = أسلمنا قبلكم ، وقُدِّمنا في القرآن قبلكم ، فقال تعالى :" والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار …" =
١٦٧- = فنحن المهاجرون وأنتم الأنصار ، إخواننا في الدين ، وشُركاؤنا في الفيء ، وأنصارنا على العدو ، آويتم و واسيتم =
١٦٨- = فجزاكم الله خيراً ، فنحن الأمراء وأنتم الوزراء ، ولن يُعرف هذا الأمر – أي أمر الخلافة – إلا لهذا الحي من قريش =
١٦٩- = هم أوسط العرب نسباً وداراً ، ولقد علمتَ ياسعد – بن عُبادة – أن رسول الله ﷺ قال وأنت قاعد :" قريش وُلاة هذا الأمر =
١٧٠- = فبرُّ الناس تبع لبرِّهم ، وفاجرهم تبعٌ لفاجرهم ".
فقال سعد بن عبادة رضي الله عنه : صدقت .
١٧١- ثم قال أبوبكر الصديق : وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم ، فأخذ بيد عمر ، وبيد أبي عبيدة .
١٧٢- قال عمر : فوالله ما كرهت من كلام أبي بكر إلا هذه ، ووالله لئن تُضرب عُنقي لا يُقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن =
١٧٣- = أتأمر على قوم فيهم أبوبكر .ثم قال عمر رضي الله عنه : يامعشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله ﷺ قد أمر أبوبكر =
١٧٤- = أن يَؤُم الناس ، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبابكر الصديق ؟؟قالوا : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر الصديق .
١٧٥- وفي رواية أخرى قال عمر :مَن له هذه الثلاثة ؟؟ إذ هُما في الغارإذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ، مع من ؟
١٧٦- ثم قال عمر رضي الله عنه :أبسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده ، فبايعه عمر وبايعه المهاجرون ، ثم بايعه الأنصار .
١٧٧- وهكذا استقر الأمر على بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وذلك في يوم الاثنين ١٢ ربيع الأول سنة ١١ هـ يوم وفاة النبي ﷺ.
والى اللقاء في الحلقة الحادية عشرة
وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ
فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ