الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

(¯`*•أهـل الشام•*´¯) الاستقامة في مائة حديث نبوي - الباب الثالث الاستقامة في العبادات ( - 34 - صوم رمضان )










الاستقامة في مائة حديث نبوي

 

 

الدكتور محمد زكي محمد خضر

 

 

الباب الثالث الاستقامة في العبادات

 


- 34 - صوم رمضان

 



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:

" قال اللّه عزّ وجَلّ: كُلّ عَمَلِ ابنِ آدم لَهُ إلاّ الصيامُ فإنّهُ لي وأنا أجزي به ، والصيامُ جُنّة ، فإذا كانَ يومُ صَومِ أحدِكُم فلا يَرفُث ولا يَصخَب ، فإن سابّهُ أحَد أو قاتَلَهُ فليَقُل إنّي صائم ، والّذي نَفسُ مُحَمّد بيَدِهِ لَخَلوفُ فَمِ الصائمِ أطيَبُ عِندَ اللّه مِن ريح المِسك . للصائِمِ فَرحَتانِ يفرَحُهُما ، إذا أفطَرَ فرِح ، وإذا لَقيَ رَبّهُ فَرِحَ بِصومِهِ "


(متفق عليه)


الاستقامة سيطرة الإنسان على تصرفاته بما يوافق الشريعة الغراء ، وما الصيام سوى وسيلة لمساعدته في ذلك ، فإذا استطاع أن يسيطر على شهواته انقادت له نفسه ، فكانت مساعدة له في الاستقامة على النحو الذي يرضي ربه. فالصيام عبادة خاصة يجازي الله سبحانه وتعالى عليها جزاء خاصا لأن فيها سرا بين العبد وربه لا يعلمه إلا هو ولهذا نص هذا الحديث الشريف على أن الصيام لله تعالى . وهي عبادة للمسلمين ولمن سبقهم من الأمم حتى التي لم يؤثر ان لها كتاب منزل من عند الله وهي علاج بدني وروحي فريد. فالصيام وقاية من المفاسد ووسيلة لترويض الإنسان على الصبر وتحمل المشاق والشدائد وتحمل الأذى ومقابلة الإساءة بالإحسان وكبح جماح النفس لكي تكون منقادة لمكارم الأخلاق التي يرضى عنها الله سبحانه وتعالى .

إن صيام شهر رمضان تزكية لنفس المؤمن شهرا كل سنة وترويض لها . وهو بحاجة إلى هذه التزكية البدنية لكي تسمو روحه ويستطيع التحكم في شهواته فلا يستعملها إلاّ في طاعة الله تعالى . كما أن البدن نفسه بحاجة إلى هذه العبادة من راحة للمعدة وتنظيم لجهاز الهظم وتغيير للعادة وغير ذلك . وبعد صيام رمضان ، للمسلم أن يصوم تطوعا ما ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كصيام يوم عرفة وعاشوراء ويوما قبله ويوما بعده وثلاثة أيام من كل شهر أو يومي الإثنين والخميس ، وأفضل الصيام صيام داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما .