ليتني من هؤلاء
قال سفيان -رحمه الله-:
ما عالجت شيئا أشد على من نيتي ﻷنها تتقلب علي)
️ ويقول يوسف بن الحسين:
(أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء من قلبي فكأنه ينبت على لون آخر) .
️ وكان من دعاء مطرف بن عبدالله-رحمه الله-:
( اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منِه ثم عدت فيه،
وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أوف لك به ،
وأستغفرك ممازعمت أنني أردت به وجهك فخالط قلبي فيه ماقدعلمت ) .
️ إخفاء العمل :
يقول الحسن البصري متحدثا عن اجتهاد السلف في إخفاء أعماله
إْن كان الرجُل لقد جمع القرآن ومايشعربه جاره،
️وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس.
وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده وردت الزور - أي الضيوف- وما يشعرون به،
️ ولقد أدركت أقوامًا ما كان على ظهر الأرض من عمل يقدرون على أن يعملوه في سر فيكون علانية أبدًا!!.
️لقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت
إن كان إلا همسًا بينهم وبين ربهم ، ذلك أن الله تعالى يقول:( ادعوا ربكم تضرعاً وخفيه )
️ إخفاء العمل عن الأهل والزوجات :
️ تقول امرأة حسان بن أبي سنان عن زوجها:
)كان يجيء فيدخل معي في فراشي، ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيها،
فإذا علم أني نمت اختلاس نفسه فخرج، ثم يقوم فيصلي، قالت: فقلت له:
يا أبا عبدالله، كم تعذب نفسك؟! ارفق بنفسك. فقال:
اسكتي ويحك ،فيوشك أن أرقد رقدة لاأقوم منها زمانًا.
️ وهكذا صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله،
يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشيًا فيفطر معهم .
️التخفي اثناء الجهاد :
️حاصر جيش المسلمين يومًا حصنًا من حصون الأعداء،
واشتد عليهم رمي الأعداء، فقام أحد المسلمين من تلقاء نفسه وحفر نفقًا، واستطاع أن يصل إلى داخل الحصن،
وقاتل حراسه حتى فتح الباب، فدخل المسلمون الحصن وانتصروا،
ولم يعرف هذا الرجل
من هو، وأراد مسلمة - قائد جيش المسلمين -
أن يعرف الرجل لمكافأته، ولما لم يجده سأله باالله أن يأتيه،
فأتاه طارٌق بالليل وسأله شرطاً:
وهو أنه إذا أخبره من هو فلا يبحث عنه بعد ذلك أبدًا،فعاهده،فأخبره من هو،فكان مسلمة يقول:
(اللهم احشرني مع صاحب النفق )
الأعرابي و الغنائم :
️
عن شداد بن الهاد: أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي فآمن به واتبعه،
ثم قال: أهاجر معك. فأوصى به النبي بعض أصحابه،
فلما كانت غزوة غنم النبي سبيا فقسم وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له،
وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه فقال:
ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النبي .
فأخذه فجاء به إلى النبي فقال: ما هذا؟! قال: » َقسمتهُ َلك «قال :
ما على هذا اتبعتك ،ولكني اتبعتك على أن أرمى إلى هاهنا
-وأشار إلى حلقه- بسهم فأموت فأدخل الجنة. فقال:
ِِ
»إن َتصدق الله يصدقك« فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو،
فأتي به النبي يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي :
( أهو هو ؟ «قالوا :نعم .قال:
(صَدَق اللهَ فصَدَقه)
ُ
ثم كفنه النبي في جبته- أي جبة النبي - ثم قدمه فصلى عليه ،
فكان فيم اظهر من صلاته : ( اللُهم هذا عبُدك، َخرج ِِِِمَهاجرًا في
سبيلك،َفُقتَل شهيدًا،أَنا َشهيٌد عَلى َذلك) .