الخميس، 31 يوليو 2014

[zmn1.com] يسعد مساكم





عن   "السري" 

رحمه الله تعالى قال:

دخلت سوق النخاسين، فرأيت جارية ينادى عليها بالبراءة

 من العيوب فاشتريتها بعشرة دنانير, فلما انصرفت بها -أي إلى المنزل- عرضت عليها الطعام

 فقالت لي : إني صائمة .. 

قال : فخرجت , فلما كان العشاء أتيتها بطعام فأكلت منه قليلا،

 ثم صلينا العشاء فجاءت إليّ و قالت :يا مولاي ...بقيت لك خدمة؟

قلت : لا .. 

قالت : "دعني إذاً مع مولاي الأكبر". 

قلت : لك ذلك فانصرفت إلى غرفة تصلي فيها,

 و رقدت أنا , فلما مضى من الليل الثلث ضربت الباب عليّ..

فقلت لها : ماذا تريدين؟

قالت : يا مولاي أما لك حظ من الليل؟

 قلت : لا فذهبت، فلما مضى النصف منه ضربت علي الباب و قالت :

 يا مولاي , قام المتهجدون إلى وردهم وشمر الصالحون إلى حظهم

قلت : يا جارية أنا بالليل خشبة (أي جثة هامدة) و بالنهار جلبة (كثير السعي)

... فلما بقي من الليل الثلث الأخير : ضربت علي الباب ضربا عنيفا.. و قالت : أما دعاك الشوق إلى مناجاة 

الملك, قدم لنفسك و خذ مكاناً فقد سبقك الخُدام

قال السري : فهاج مني كلامها و قمت فأسبغت الوضوء و ركعت ركعات ، ثم تحسست هذه الجارية في ظلمة 

الليل فوجدتها ساجدة و هي تقول : " الهي بحبك لي إلا غفرت لي "

فقلت لها : يا جارية..و من أين علمت أنه يحبك؟

 قالت :لولا محبته ما أقامني وأنامك .. فقلت: اذهبي فأنت حرة لوجه الله العظيم..

فدعت ثم خرجت و هي تقول : " هذا العتق الأصغر بقي العتق الأكبر" (أي من النار)

الصوم مستمر، والقرآن لا يُهجر، و الليل قصير و القيام يسير

⁰( واعبُد ربّكَ حتى يأتيَكَ اليقين )