الخميس، 26 يونيو 2014

[zmn1.com] "داعش" صنيعة الإعلام الغربي..

"داعش" صنيعة الإعلام الغربي.

. التنظيم ليس له وجود على الأرض.. 

وقائده تربى تحت أعين الأمريكان



محمد الأباصيري 
مختصر
لا يشكُ متابعٌ للإعلامِ العالمي عامةً والإعلامِ الغربي منه خاصةً في أنَّه إنما يعملُ لصالحِ المشروعِ الصهيوني، ويُرَوّجُ له عالميًا، ويستطيعُ المتابعُ أيضًا أنْ يلاحظَ أنَّ هذا الإعلامَ نفسَه يعملُ باستمرارٍ وبنسقٍ عجيبٍ  على تلميعِ أشخاصٍ بأعينهم حين يكونُ المحين تنتهي الحاجةُ إليهم أو ينتهي دورهم.

شروعُ الصهيوني بحاجةٍ إليهم ثم يتم إسقاطهم وبمنتهى السهولةِ واليسرِ والسلاسةِ 

ويقومُ ذلك الإعلامُ أيضًا بإنشاءِ هيئاتٍ وجمعياتٍ وجماعاتٍ ويُلَمِعُها تلميعًا كبيرًا ويُحِيطُها بهالاتٍ كبيرةٍ من الإجلالِ أو الغموضِ أو الوحشيةِ إلى غير ذلك على حسب المهمةِ الموكلةِ إلى كُلِّ مجموعةٍ أو جمعيةٍ أو جماعةٍ، فإذا انتهى دورُ هذه المجموعات اختفى ذكرُها تمامًا من الإعلامِ ومن الوجودِ وصارتْ أثرًا بعد عينٍ بلْ وكأنها لم تكنْ أصلًا.

فإذا صُنِعَتْ الخرافةُ ونُسِجّتْ حولها الهالةُ كان من السهلِ جدًا أنْ يُنْسَبُ إليها أيُّ جرمٍ يريدُ النظامُ الصهيوني تنفيذه، من غيرِ إنكارٍ أو حتى تفكيرٍ، فقد هُيئتْ الذهنيةُ العالميةُ لتقبلِ أيَّ شيءٍ يُنْسَبُ إلى مَنْ يريدُ الصهاينةُ أو - حكومةُ العالمِ الخفيةِ - نسبتَه إليهم.

و اعْتَبِرْ بأكبرِ تنظيمٍ إرهابيٍ عالميٍ في العصرِ الحديثِ، والذي نُسِبَتْ إليه خيالاتٌ وأوهامٌ، وهو لا يعدو أنْ يكونَ "ظاهرةً إعلاميةً" صنعها الإعلامُ الغربيُ و"نفخ" فيها حتى انتفختْ فصدقتْ هي في نفسِها ما ينسبُ إليها قبل أن يصدقها الناس !

و اعْتَبِرْ أيضًا بحالِ أحداثِ الحادي عشر من سبتمبر والتي أجمعت الدراساتُ الحديثةُ أنها لا يمكنُ عقلًا ولا واقعًا أنْ يكونَ منفذُها هو منْ نُسبتْ إليه أو نسبته هي إلى نفسها، وأنْ الحقيقةَ أنَّ مَنْ خَطَطَّ ونَفَّذَ غيرُ مَنْ وَضَعَ توقيعَه على الأوراقِ كي ينسبَ إليه ما لمْ يفعلُه ولا هو في مقدورِه ولا فَكَّرَ فيه ولا يقوى على التفكيرِ فيه ولا يستطيع الارتقاءَ إلى هذا المستوى من دهاءِ ومكرِ أجهزةِ تَحَصَّلَتْ على خبرةِ مئاتِ السنين. 

و مِنْ هذا السبيلِ أيضًا ما يعرفُ الآن على الساحةِ الإعلاميةِ غربيًا ويتابعه على ذلك إعلاميون وصحفٌ عربيةٌ بـــ "دولة الإسلام في العراق والشام: داعش"، والذي يثبتُ الواقعُ أنَّه ليس لهذا التنظيم أي وجودٍ يذكرُ على الأرض كما سنبينه وأنَّه ليس إلا ساترًا يَتِمُّ من ورائه ارتكابُ أبشعِ الجرائمِ في حَقِّ العراقيين والسوريين على أيدي الصهاينةِ الذين نُزِعَتْ من قلوبِهم الرحمةُ، ثم يُنْسَبُ ذلك كلُه فيما بعد إلى هذه التنظيمات التي تزعمُ أنَّها تعملُ باسم الإسلامِ، ليتحملَ الإسلامُ ذاتُه فاتورةَ أعمالِ اليهودِ.


والدليلُ على ذلك أنَّ "داعشَ" هي كلمةٌ مكونةٌ من اختصارِ الحروفِ الأُوَلِ من جملة: "دولة الإسلام في العراق والشام"، وهو ما يعني أنه حاصل اندماجٍ لتنظيمين منبثقين بطريقة أو بأخرى عن التنظيمِ الأمِّ:"تنظيم القاعدة"، وهذان التنظيمانِ أحدُهما يسمى: "دولة الإسلام في العراق" وقد أُسِسَّ في العراقِ على يّدِّ شخصٍ يُدعى:أبو بكرٍ البغداديُ، والثاني: هو تنظيمٌ تَكَوَّنَ تحتَ أعينِ وعلى حَجِرِ أجهزةِ الاستخبارات الغربية والشرقيةِ في سوريا
فأمَّا : "دولةُ الإسلامِ في العراقِ" والذي يُعْرَفُ زعيمه بأمير الدولة الإسلامية في العراق:أبو بكرٍ البغدادي والذي يُشْتَهَرُ بــ "أبي دعاء"، واسمه:"إبراهيم عوَّاد البدري السامرائي" وهو يُعَدُّ حاليًا المطلوبُ الأولُ على مستوى العالم أمريكيًا، وهو في العقدِ الرابعِ مِنْ عمرِه.

و يَذْكُرُ بعضُ العراقيين – على حَسبِ بعضِ التقاريرِ الصحفية الغربية- أنَّهُم كانوا يعرفونه منذُ كان مجردَ فَلَّاحٍ بسيطٍ حتى تم اعتقاُله مِنْ قِبَلِ قواتِ الاحتلالِ الأمريكي في العراقِ، ليتحولَ في داخلِ معتقله في معسكرِ "بوكا" والذي يضم متطرفين، إلى شخصِ من أخطرِ الإرهابيين على مستوى العالم كلِه.

حتى العام 2006 م لم يكن " أبو بكرٍ البغداديُ" يعرفُ إلا بكونه شخصًا بارزًا في تنظيم "قاعدة الجهاد في العراق"، وكانتْ مَهَمَتَهُ تسهيل انضمامِ المتطرفين إلى التنظيمِ منْ سوريا والمملكةِ العربيةِ السعوديةِ.


كما أنشأَ "البغداديُ" أيضًا كيانًا أطلقَ عليه اسمَ "المحكمةِ الإسلاميةِ" وكان يشرفُ بنفسه على عمليةِ اختطافِ أفرادٍ ومجموعاتٍ من المخالفين له ولتنظيمه في الأفكارِ والمعتقداتِ، ومِنْ ثَمَّ يَعْرِضِهُمْ على المحكمةِ التي يسميها "المحكمةَ الشرعيةَ" والتي تُصْدِرُ بدورِها أحكامًا بالإعدامِ لينفذها هو أيضًا علنيًا،لِيَبثَّ الرعبَ والإرهابَ في نفوسِ وقلوبِ مخالفيه، وظَلَّ "البغداديُ" يرتقي داخل التنظيمِ حتى صار في العام 2010 م زعيمًا لتنظيم القاعدة في العراق.

إلا أنَهُ فجأةً وبحجةِ التشديدِ الأمني قامَ بتجميدِ أنشطةِ التنظيمِ بمجردِ توليه زعامته منذ العام 2010 م وظلَّ على حالةِ الكمونِ تلك حتى اشتعلتْ جذوةُ الحربِ في سوريا في العام 2013 م، ليعود مرةً أخرى ويجدِّدَ نشاطَه، وكأنما قدْ ذهبتْ التشديداتُ الأمنيةُ فجأةً – ولكنَّ الحقيقةَ أنه قد جاءته أوامرُ البدءِ مرةً أخرى بتفعيلِ نشاطِه ونشاطِ تنظيمِه لينفِّذَ مهمتَه -، ليعمل مباشرةً على توسيعِ مجالِ عمله ليمتدَ منَ العمقِ العراقي إلى داخلِ العمقِ السوري، ويعمل على استقطابِ آلاف الأعضاءِ الجددِ والقيام بالمزيد من العملياتِ الإرهابيةِ والتفجيراتِ الداميةِ في العاصمةِ العراقيةِ بغدادَ وغيرها، بالإضافةِ إلى محاولةِ العملِ داخل سوريا ذاتِها.

ليتماشى بذلك مع السياسةِ الصهيونيةِ للتفكيكِ وتدميرِ وتقسيمِ المنطقةِ فيما يُعْرَفُ بـــ" الطوقِ النظيفِ أو الاستراتيجيةِ النظيفةِ لتأمينِ مملكةِ إسرائيلَ" وهي عبارةٌ عنْ مشروعٍ قدمه "ريتشارد بيرل" - والذي يعرف في الدوائرِ الغربيةِ بــ "أميرِ الظلامِ" و"دراكولا" وهو أمريكي صهيوني من أقطاب المحافظين الجدد ومن صقورِ الإدارةِ الأمريكية منذ عهد جورج بوش الابن وكان من أكبرِ الداعين لاحتلال العراق بسبب ما يحمله في صدره من غلٍ وعدائيةٍ تجاه العرب والمسلمين - في العام 1996 م لرئيسِ وزراءِ إسرائيل في ذلك الوقت "بنيامين نتنياهو" يَحُثُهُ فيه على ضرورةِ إلغاءِ اتفاقية أوسلو التي أنجزها إسحاق رابين:"الأرضُ مقابلِ السلامِ"، واعتمادِ إستراتيجية جديدةٍ أكثرِ شراسةً، تتمكنُ مْنْ خلالها إسرائيلُ من إعادةِ تشكيلِ محيطِها الإستراتيجي بالتعاونِ مع كلٍ منْ تركيا والأردن وذلك عن طريق إضعافِ سوريا واحتوائها أو حتى تدميرها- هذا مكتوبٌ وموثقٌ من العام 1996م -، ولكن لابدَّ من تركيزِ الجهدِ أولًا على الإطاحةِ بصدام حسين في العراقِ والذي هو هدفٌ استراتيجيٌ بالنسبةِ لإسرائيل.

فأنتِ تلاحظ الآن أنَّ في إستراتيجية "بيرل" النظيفة – ويعني بالنظيفة ألا تتورط إسرائيلُ بنفسِها بطريقةٍ مباشرةٍ في حربٍ تكونُ فيها بعضُ الخسائرِ وإنما يُحَارِبُ أخرون عنها فتكون الخسائرُ من نصيبهم، وتصب كل الروافدِ والفوائدِ في النهايةِ عند إسرائيل، فتحصدُ المكاسبَ من غيرِ مفاسد أو خسائر تذكرُ وهذا هو معنى:الاستراتيجيةِ النظيفةِ –يقول "بيرل" في مشروعه المقدم لـــ "نتنياهو" ما نصه:" تبقى سوريا هي العدوُ الأوَّلُ بالنسبةِ لإسرائيل ولكنَّ طريق دمشق يمرُ أولًا عبر بغداد"، بمعنى أنَّه لا مّفّرَّ عنْ أنْ يمتدَ الطريقُ من العمقِ العراقي إلى العمقِ السوري، وهو عين ما قام به ويقوم "أبو بكرٍ البغدادي" ورفاقه منتقلًا من عمق العراق إلى بغداد ومنفذًا لإستراتيجية "بيرل" النظيفة والتي عاد "نتنياهو" مرة أخرى على رأس الدولة اللقيطة لتنفيذها !

و الآن نعود إلى" البغدادي" والذي أعلنتْ وزارةُ الخزانةِ الأمريكيةِ في 4 أكتوبر من العام 2011 م أنَّ "أبا بكر البغدادي" يُعْتَبَرُ إرهابيًا عالميًا، وذلك بعد سلسلةٍ من الهجماتِ والعملياتِ الإرهابيةِ التي نُسِبَتْ إلى، ورصدتِ – أيْ وزارةُ الخزانةِ - مبلغًا من المالِ قدرُه 10 ملايين دولارًا لمن يدلي بمعلوماتٍ تؤدي إليه أو لمن يقتله.


و لكنّ الغريبَ والمريبَ في آنٍ واحدٍ هو أنّه على الرغمِ من النفي الواضحِ والصريحِ من قِبَلِ زعيمِ النصرةِ اندماجه وتنظيمه مع "دولة العراق الإسلامية"، وهو ما يعني ألا وجود بالمرة لما نتج عن اندماجهما وهو تنضم "داعش" إلا أن الإعلامَ الغربي ما زال مُصِرًّا على النفخِ والتضخيمِ في هذا التنظيم الخرافي ليتخذه تكأةً ولتبريرِ التدخلِ السافرِ لأمريكا في العراقِ مرة أخرى وبنفس الحجة القديمة وهي مقاومةُ الإرهابِ ومحاربته، ولكنّ الحقيقة أنها الخطة البديلة لتدمير الشرق الأوسط وتقسيمه فيما يعرف بالشرق الأوسط الجديد.

ألا إنَّ الحقيقةَ التي ينبغي أنْ تعلمَ أنَّ هذه التنظيماتِ الإرهابية المنتشرة في طولِ بلادِ العربِ والمسلمينِ وعرضِها تعملُ مدعومة بشكلٍ مباشرٍ وغير مباشرٍ من أجهزة الاستخبارات ومن مراكز الأبحاث التي توفر لها الدعم اللوجستي، لتحقق في النهاية أهداف الدول الاستعمارية من السيطرةِ على ثرواتِ الدولِ العربية وتدميرِ دينها وقِيَمها، وليذبحَ الدينُ بسيفِ الدينِ وليُقْتَلَ المسلمون على أيدي المسلمين وليدمروا بلادهم ويفتتوها ويقسموها بأيديهم ثم لندخلْ نحنُ في الأخيرِ لنجني الثمارَ دون مشقةٍ أو تعبٍ، ودون أن تراق منّا نقطة دمٍ واحدةٍ.

ولكنّ اعتقادنا الذي لا يَتَحَلْحَلُ هو أنّ الله غالبٌ على أمرِه ولكن أكثر الناسِ لا يعلمون وأنّ النصرَ مع الصبِر وأنَّ مع العسرِ يسرًا وأنَّ الله لا يصلحُ عملَ المفسدين وأنَّ النصرَ أتٍ قريبٌ إنْ شاءَ اللهُ.

محمد الأباصيري - البوابة نيوز

ف . ع