كتاب صفة الجنة
تأليف
الحافظ ضياء الدين
أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الحنبلي المقدسي
ذكر أعلى الجنات وأفضلها نسأل الله من فضله - ذكر أفضل أهل الجنة منزلة نسأل الله من فضله - ذكر أفضل ما يعطى أهل الجنة نسأل الله من فضله
ذكر أعلى الجنات وأفضلها نسأل الله من فضله
(25) عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن. صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه فرواه البخاري في كتاب التوحيد عن علي بن المديني ورواه مسلم في كتاب الله الإيمان عن نصر بن علي وغيره كلهم عن عبد العزيز بن عبد الصمد ووقع لنا موافقة في شيخ مسلم .
(26) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان فإن حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا نخبر الناس قال إن في الجنة مئة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهد في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تُفَجَّرُ أو تَفَجَّرُ أنهار الجنة. شك أبو عامر. صحيح أخرجه البخاري عن إبراهيم بن منذر عن محمد بن فليح عن أبيه بمعناه .
(27) عن أنس بن مالك أن أم الربيع ابنة البراء وهي أم حاثة ابن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ألا تحدثني عن حارثة -وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب- فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه البكاء فقال يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى. قال قتادة الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها. أخرجه البخاري بنحوه في الجهاد عن محمد بن عبد الله عن حسين بن محمد بن أحمد عن شيبان .
(28) عن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى هؤلاء الصلوات الخمس وصام شهر رمضان -لا أدري ذكر زكاة أم لا- كان حقا على الله أن يغفر له هاجر أو قعد حيث ولدته أمه قلت يا رسول الله ألا أخرج فأوذن الناس فقال لا ذر الناس يعملون فإن في الجنة مئة درجة بين كل درجتين منهما مثل ما بين السماء والأرض وأعلى درجة منها الفردوس وعليها يكون العرش وهي أوسط شيء في الجنة ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله تعالى فسألوه الفردوس. أخرجه الترمذي في صفة الجنة بنحوه عن قتيبة وأحمد بن عبدة الضبي كلاهما عن عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار. وأخرجه ابن ماجه من قوله فإن الجنة مئة درجة . إلى آخره عن سويد بن سعيد عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم .
(29) عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين مسيرة مئة عام والفردوس أعلاها درجة و منها تفجر الأنهار الأربعة والعرش فوقها فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس الأعلى . أخرجه الترمذي عن أحمد بن منيع .
(30) عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفردوس ربوة الجنة وأعلاها وأوسطها ومنها تفجر أنهار الجنة. سعيد بن بشير كان شعبة يوثقه وتكلم فيه غيره وقد روي من غير هذا الطريق .
(31) عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل الله تعالى في آخر ثلاث ساعات يبقين من الليل فينظر الله في الساعة الأولى منهن في الكتاب الذي لا ينظر فيه غيره فيمحو ما يشاء ويثبت ثم ينظر في الساعة الثانية في جنة عدن وهي مسكنه الذي يسكن لا يكون معه فيها أحد إلا الأنبياء والشهداء و الصديقون وفيها ما لم يره أحد ولا خطر على قلب بشر ثم يهبط آخر ساعة من الليل فيقول ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له ألا سائل يسألني فأعطيه ألا داع يدعوني فأستجيب له حتى يطلع الفجر وكذا قال الله عز وجل : (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) فيشهده الله وملائكته .
(32) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله بنى الفردوس بيده وحظرها على كل مشرك وكل مدمن الخمر سكير .
(33) عن عبد الله بن الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله تبارك وتعالى ثلاثة أشياء بيده خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس الفردوس بيده ثم قال وعزتي لا يدخلها مدمن خمر ولا الديوث قالوا يا رسول الله قد عرفنا مدمن الخمر فما الديوث قال الذي يقر السوء في أهله. اسم أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي تكلم فيه بعض العلماء .
ذكر أفضل أهل الجنة منزلة نسأل الله من فضله
(34) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل ينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه ينظر إلى أزواجه وسرره وخدمه وإن أفضلهم منزلة من ينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين. رواه الترمذي بنحوه وقال رواه من غير وجه عن ابن عمر مرفوعا ورواه عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قوله ولم يرفعه. قلت رواه أبو نعيم عن إسرائيل عن ثوير قال سمعت ابن عمر يقول إن أدناه قال ألف سنة. وقال إسرائيل لا أعلم ثوير إلا رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم .
ذكر أفضل ما يعطى أهل الجنة نسأل الله من فضله
(35) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا. صحيح هكذا أخرجه مسلم رواه البخاري عن معاذ بن أسد عن عبد الله بن المبارك .
(36) عن جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله عز وجل هل تشتهون شيئا فأزيدكم قالوا يا ربنا ما خير ما أعطيتنا قال رضواني أكبر . هذا عندي على شرط الصحيح والله أعلم .

