صنم المحرقة اليهودية
المحرقة اليهودية صنمٌ صنعته الحركة الصهيونية في الثلث الأخير من القرن العشرين،هل ينكر المؤرخون المراجعون أن يهود ماتوا في الحرب العالمية الثانية؟
استخدم المؤرخون المراجعون العلوم الدقيقة مثل الفيزياء والكيمياء ليثبتوا أن اليهود لم يبادوا بشكل منهجي في غرف غاز مزعومة كما تدعي الرواية الرسمية حول الهولوكوست.
وقالوا أن المحارق كانت تستخدم للتخلص من جثث الموتى من جنسيات مختلفة، وليس اليهود فقط، بعد موتهم، لتجنب الأوبئة.والذين ماتوا بسبب مرض التيفوس
لكن محارق الموتى شيء يختلف تماماً عن غرف الغاز المزعومة. وتشير الدلائل العلمية أن غرف الغاز لم توجد أبداً . وتدل أبحاث المؤرخين المراجعين أن معظم الذين ادعى الصهاينة أنهم قضوا في غرف الغاز، ماتوا في الواقع بسبب مرض التيفوس، مثل الطفلة آني فرانك التي زوروا مذكراتها وجعلوا منها أسطورة مقدسة لا تمس في الغرب. فالمحرقة اليهودية صنمٌ صنعته الحركة الصهيونية في الثلث الأخير من القرن العشرين، والمؤرخون المراجعون في هذا السياق هم محطمو الأصنام.
المؤرخون المراجعون إذن لا ينكرون أن يهود ماتوا في الحرب العالمية الثانية، ولكنهم يستخدمون العلم في تكذيب الرواية الرسمية عن المحرقة في ثلاثة جوانب محددة هي:
أ) عدد اليهود الذين ماتوا في الحرب العالمية الثانية.
ب) الطريقة التي مات بها هؤلاء.
ج) التمييز المزعوم وفرادة موت اليهود في التاريخ البشري بأسره
إن أساطير "المحرقة" مهمة جداً بالنسبة للحركة الصهيونية، وبالتالي بالنسبة لنا، للأسباب التالية:
أ) إن الإدعاء القائل بأن اليهود أبيدوا بشكل منهجي من قبل الألمان في الحرب العالمية الثانية أصبح حجة لا تناقش حول ضرورة إيجاد ملجأ آمن لليهود في دولة خاصة بهم. "فالمحرقة" تعني الحاجة لوجود "إسرائيل"، وهذا معنوياً أقوى من الاعتراف بحقها بالوجود. وعندما لا يكتفي الصهاينة بالاعتراف القانوني، بناءاً على قرارات الأمم المتحدة الظالمة أو غيرها، بحقهم في الوجود، فإنهم يطالبون فعلياً بأن تعترف الأنظمة العربية بالحاجة اليهودية لوجود "إسرائيل". باختصار، إن "المحرقة" تبرر اغتصاب أرض فلسطين أمام العالم، والمطلوب الآن أن ينتقل العرب من الاعتراف بهذا الاغتصاب على مضض، بالقوة، إلى الاعتراف بالحاجة اليهودية إلى ممارسة هذا الاغتصاب من خلال اجترار أساطير "المحرقة"، فالمحرقة هي جوهر الاعتراف الثقافي بحق العدو بالوجود.
وكما قال الكاتب اليساري الصهيوني يوري أفنيري، ولا فرق بين اليمين واليسار في الكيان الصهيوني، أن اليهود مثل رجل قفز من مبنى يحترق فوقع على رأس رجل يسير في الشارع، واليهود وقعوا على رؤوس الفلسطينيين، فهم "ضحايا"، والفلسطينيون ضحايا "الضحايا"، ولذلك لا يتعاطف العالم معهم، كما تعاطف مع الأفارقة في جنوب إفريقيا، فلا مجال لمقارنة الإبادة [المزعومة] لملايين اليهود في :المحرقة"، بالاقتلاع [الحقيقي] لبضع مئات الآلاف من الفلسطينيين من أرضهم.
إن المؤرخين المراجعين إذن يهددون ببتر الشريان الذي تتغذى منه الحركة الصهيونية في الغرب، ولذلك يحاصرون ويتعرضون لعمليات الاغتيال والتجويع. ولكن جهودهم ومواقفهم تجعلهم حليفاً لا غنى عنه للفلسطينيين والعرب والمسلمين، حليفاً خليقاً بالدعم والمساندة والتشجيع منا ومن كل المدافعين عن الحقيقة والعدالة في العالم. وكما قال لي أحد أنصار المؤرخين المراجعين في أوروبا: "لن تتحرر فلسطين حتى تتحرر عقول الأوروبيين من المحرقة".
لفرض أسطورة "المحرقة". والمسألة يمكن وضعها بالشكل التالي:
إذا اتفقنا مع المراجعين أن موت اليهود في الحرب العالمية الثانية لم يكن فريداً من نوعه ولا غير مسبوق، وإذا اتفقنا معهم أن غرف الغاز وهم لم يتمكن أحد من إثبات وجوده حتى الآن وأن رقم الستة ملايين مبالغ فيه حتى الثمالة، وإن مئات الآلاف من اليهود ماتوا مع غيرهم بسبب الجوع والمرض خلال أو بعد علميات ترحيلهم الجماعية، والدلائل تشير إلى أن كل هذه الاستنتاجات صحيحة، وإذا اتفقنا معهم بالتالي أن اليهود لم يأتوا بمئات الآلاف بعد الحرب العالمية الثانية إلى فلسطين هرباً من "المحرقة" المزعومة، فإن السؤال الذي بقى هو: لماذا أتوا إلى فلسطين إذن؟ لماذا جاءت بهم الحركة الصهيونية إلى بلادنا لتأسيس مستعمرة يهودية فيها.
المراجعون يعرفون أيضاً أن الدول الغربية كانت تفتح وتغلق أبواب الهجرة اليهودية إليها، أي إلى الدول الغربية نفسها، في محاولة لجعل اليهود يذهبون إلى فلسطين. فلماذا تفعل بريطانيا وبقية الدول الغربية ذلك؟
والإجابة على هذا السؤال المهمل من معظم الكتاب المراجعين حسب علمي هو أن الغرب بدأ يفكر بتأسيس دولة يهودية في فلسطين منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر كإجراء احترازي لمنع قيام دولة عربية موحدة
@المصدر مجموعة بـدوح العراقية @