السبت، 29 مارس 2014

(¯`*•أهـل الشام•*´¯) فضائل ومناقب العشرة المبشرون بالجنة - 2- عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه - الجزء الأول

 

 

 



 

فضائل ومناقب العشرة المبشرون بالجنة


 للكاتب الإسلامي المصري/ سيد مبارك

 

 

2- عمر بن الخطاب  رضي الله تعالى عنه - الجزء الأول

 

 

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رياح ولقب بالفاروق لأن بإسلامه أعز به الله تعالي الأسلام و فرق به بين الحق و الباطل , و كنيته هى ( أبو حفص ) و الحفص هو شبل الأسد , كناه به النبي  صلى الله عليه و سلم  يوم بدر , وكان يوم أسلم عدد المسلمين تسعة وثلاثون, وهو أبا أم الممؤمنين حفصة رضي الله عنها .

 

*قصة إسلام عمر- رضي الله تعالي عنه

 

كان إسلامه ببركة دعاء النبي  صلى الله عليه وسلم له..

*وعن ابن عمر رضي الله عنه قال ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب قال وكان أحبهما إليه عمر) ([1]) .

 


*فضل عمر في الأمة

 

كان كل صحابي يتميز عن اخيه بشي .. فما الذي كان يميز عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه..

- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب)([2]) .. ولثقة النبي صلى الله عليه وسلم بعمر وعلمه بقوة إيمانه ويقينه بالله تعالي وشدته في الحق كان يراه جديرا بلأستخلاف , وهذا ما المحت إليه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :

- فعن ابن أبي مليكة قال : (سَمِعْتُ عَائِشَةَ وَ سُئِلَتْ مَنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَخْلِفًا لَوْ اسْتَخْلَفَهُ قَالَتْ أَبُو بَكْرٍ فَقِيلَ لَهَا ثُمَّ مَنْ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ عُمَرُ ثُمَّ قِيلَ لَهَا مَنْ بَعْدَ عُمَرَ قَالَتْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ثُمَّ انْتَهَتْ إِلَى هَذَا) ([3]) ..

 

*عمر سيد كهول أهل الجنة

 

- عن علي قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين و الآخرين إلا النبيين و المرسلين لا تخبرهما يا علي ما داما    حيين ")([4]) .

 

*ملازمة عمر للنبي

 

كان عمر يلازم النبي صلى الله عليه وسلم  هو و الصديق رضي الله تعالى

عنهما ملازمة الظل لصاحبه لا يتركونه إلا للسعي للرزق والاكتساب ...

*وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول رحمك الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا ما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب)([5])

 

*موقف عمر من صلح الحديبية

 

- عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ قَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يَوْمَ صِفِّينَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا وَذَلِكَ فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ قَالَ:

بَلَى قَالَ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ قَالَ بَلَى قَالَ فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا قَالَ فَانْطَلَقَ عُمَرُ فَلَمْ يَصْبِرْ مُتَغَيِّظًا فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ قَالَ بَلَى قَالَ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ قَالَ بَلَى قَالَ فَعَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا قَالَ فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفَتْحِ فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ فَأَقْرَأَهُ إِيَّاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ فَتْحٌ هُوَ قَالَ نَعَمْ فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ)([6])

 

*عمر يحب النبي أكثر من نفسه

 

لم يكن الفاروق رضي الله تعالي عنه يظن إن هناك إنسان يحب غيره أكثر من نفسه, ولما علم ان محبة النبي  صلى الله عليه وسلم  يجب أن تكون أكثر من ولده ووالده والناس اجمعين لم يتردد وبادر إلي العودة عما قال..

*وعن أبو عقيل زهرة بن معبد أنه سمع جده عبد الله بن هشام قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر)([7])

*ويقع الكثير من الناس في خطأ في فهم الحديث و معنى مقالة عمر رضي الله تعالى عنه... و ها هو  شرح الحديت لأبن حجر العسقلاني  رحمه الله تعالي حتي لا يفسره البعض خطأ والله المستعان .

قال رحمه الله تعالى : ( قوله فقال له عمر يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي ) اللام لتأكيد القسم المقدر كأنه قال : والله لأنت إلخ . قوله ( لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك ) أي لا يكفي ذلك لبلوغ الرتبة العليا حتى يضاف إليه ما ذكر . وعن بعض الزهاد : تقدير الكلام لا تصدق في حبي حتى تؤثر رضاي على هواك وإن كان فيه الهلاك . وقد قدمت تقرير هذا في أوائل كتاب الأيمان . قوله  ( فقال له عمر فإنه الآن يا رسول الله لأنت أحب إلي من نفسي , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر ) قال الداودي : وقوف عمر أول مرة واستثناؤه نفسه إنما اتفق حتى لا يبلغ ذلك منه فيحلف بالله كاذبا , فلما قال له ما قال تقرر في نفسه أنه أحب إليه من نفسه فحلف , كذا قال . وقال الخطابي : حب الإنسان نفسه طبع , وحب غيره اختيار بتوسط الأسباب , وإنما أراد عليه الصلاة والسلام حب الاختيار إذ لا سبيل إلى قلب الطباع وتغييرها عما جبلت عليه . قلت : فعلى هذا فجواب عمر أولا كان بحسب الطبع , ثم تأمل فعرف بالاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى فأخبر بما اقتضاه الاختيار , ولذلك حصل الجواب بقوله " الآن يا عمر " أي الآن عرفت فنطقت بما يجب . وأما تقرير بعض الشراح الآن صار إيمانك معتدا به , إذ المرء لا يعتد بإيمانه حتى يقتضي عقله ترجيح جانب الرسول . ففيه سوء أدب في العبارة , وما أكثر ما يقع مثل هذا في كلام الكبار عند عدم التأمل والتحرز لاستغراق الفكر في المعنى الأصلي , فلا ينبغي التشديد في الإنكار على من وقع ذلك منه بل يكتفي بالإشارة إلى الرد والتحذير من الاغترار به لئلا يقع المنكر في نحو مما أنكره ) . أنتهى

 

*الحق علي لسان عمر وقلبه

 

أن يقول النبي صلى الله عليه و سلمى ذلك عن عمر فلا ريب إننا أمام إنساناً صادقاً مع الله تعالى فيما يقول ويفعل, وصادقاً مع نفسه و مع الناس فلا يخدع ولا يغش .. يقول الحق و لو كان مراً, و لا يخشى في الله تعالى لومة لائم .. يميز بينه و بين الباطل فلا يقل إلأ حقاً.. .

- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه و قال ابن عمر ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه و قال فيه عمر أو قال ابن الخطاب فيه شك خارجة إلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر)([8])

 

* الشيطان يهاب و يخشى الفاروق

 

إنه امر يثير الدهشة والعجب معاً.. الشيطان بكل كيده و تلبيسه و تربصه لأبن أدم لأضلاله عاجزاً,  بل و يخشى أيضاً  مواجهة الفاروق حتى إنه يسلك فجاً غير فجه ! .. لا ريب اننا أمام إنسان يحمل بين جوانبه ايماناً  و يقيناً عظيمين بالله و رسوله, و مهابٍة و قوةٍ شديدين لأعداء الله و رسوله..

- وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : ( استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من قريش يكلمنه و يستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم و رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحك فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله قال عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن ثم قال أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك)([9])

 

 

*سعة علم عمر- رضى الله تعالى عنه

 

ان يري الإنسان رؤية لأخيه في الله فيها خير فقد تتحقق وقد لا تتحقق , ولكن أن يري سيد الخلق الصادق المعصوم  صلى الله عليه وسلم  رؤية عن عمر , فلا ريب إنها حقاً لأن رؤيته صلى الله عليه وسلم  وحي من الله تعالى ..

وعن عبد الله بن عمررضي الله عنهما قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا فما أولته يا رسول الله قال العلم)([10])

 

* شدة غيرة عمر على أهله


كان عمر شديد الغيرة على أهله للدرجة أن النبي صلى الله عليه و سلم  ابلغه عن رؤية زوجته من الحور العين في الجنة و ولي مدبراً عندما تذكر شدة غيرته رضي الله تعالى عنه..

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر فقالوا لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا فبكى عمر وقال أعليك أغار يا رسول الله)([11]) .

 




[1] -أخرجه الترمذي وصححه الالباني  في المشكاة برقم/ 6036

[2] -أحرجه البخاري ح/ 3210

[3] -أخرجه مسلم ح/ 4397

[4] -أخرجه ابن ماجة وهو في السسلسلة الصحيحة للألباني برقم/ ( 824 )

[5] -أخرجه البخاري ح/ 3401

[6] -أخرجه مسلم ح/ 3338

[7] -أخرجه البخاري ح/ 6142

[8] - أنظر صحيح ابن ماجة للالباني ( 108 )

[9] - أخرجه البخاري ح/ 3051, ومسلم ح/ 3051

[10] -أخرجه البخاري ح/ 80

[11] -أخرجه البخاري ح/ 3003