السبت، 1 فبراير 2014

[zmn1.com] من كلام ابن القيم رحمه الله




[الفائدة الخمسون]

[السرور بالعمل]

قال ابن القيم رحمه الله :

إن سرور القلب بالله وفرحه به وقرة العين به ،

 لايشبهه شيء من نعيم الدنيا البته ،

 وليس له نظير يقاس به ،

 وهو حال من أحوال أهل الجنة .

ولاريب أن هذا السرور يبعثه على دوام السير إلى الله عز وجل ،

 وبذل الجهد في طلبه ، وابتغاء مرضاته . ومن لم يجد هذا السرور

 ولاشيئًا منه فَلْيَتَّهِم إيمانه وأعماله ،

 فإن للإيمان حلاوة من لم يذقها فليرجع ، 

وليقت بس نوراً يجد به حلاوة الإيمان . 

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذوق طعم الإيمان

 ووَجْد حلاوته ؛ فذكر الذوق والوجد ،

 وعلَّقه بالإيمان ، فقال : ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربّاً ،

 وبالإسلام دينًا ، وبمحمد رسولاً ) 

وقال : ( ثلاث من من فيه وجد حلاوة الإيمان :

من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن كان يحب المرء يحبه لايحبه إلا لله ،

 ومن كان يكره أن يعود في الكفر -

بعد إذ أنقذه الله منه -كمايكره أن يلقى في النار )

وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه -يقول :

 إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحاً فاتهمه ؛

 فإن الرب تعالى شكور . 

يعني لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا حلاوة يجدها في قلبه ،

 وقوة انشراح وقرة عين ؛ فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول . 

والقصد : أن السرور بالله وقربه ،

وقرة العين به تبعث على الازدياد من طاعته ،

 وتحث على الجد في السير إليه. 

[المجموع القيم من كلام ابن القيم ]

[ص٣٦١-٣٦٢]






http://www.tvquran.com