حج مبرور وذنب مغفور لكن ماذا بعد؟ 4-4
المداومة على العمل الصالح بعد الحج
ان نعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى (وما بكمْ منْ نعْمةٍ فمن الله) [سورة النحل آية 53] أجلها وأعظمها الهداية لدين الاسلام والتوفيق للطاعة والاعانة على أدائها والقيام بها ومن أجل الطاعات وأفـضل القربات حج بيت الله الحرام حيث يقوم الحجاج بقصد بيت الله العتيق والتنقل بين تلك المشاعر المقدسة وأداء تلك المناسك العظيمة راجين ما عند الله من الرحمة والرضوان والعفو عما سلف وكان من الذنوب والعصيان (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) أما من لم يتيسر له الحج فقد وفق باذن الله للاجتهاد في أيام العشر الفاضلة وتعرض لنفحات المولى جل وعلا في أيامها المباركة حيث الصلاة والصيام والتكبير وتلاوة القرآن.
انه ليس شيءٌ أحب الى المؤمن الصادق من أن يبذل ما يملك ويترك مـا يحـب من أجل نيل رضا ربه عنه ومغفرته ذنوبه ومحو زلاته واقالـة عثراته لـذا فقـد تـرك الزوجة والأولاد وهجر المال والـدار متجشـما الصعاب متحملا المتاعب في سبيل الوصول الى أشرف بقعـة وأطهر مكـان ليتنقل بين شعائرها بقلب منيب وجل خـائف أمله في الله لا ينقطع ورجـاؤه في رحمة أرحم الراحمين لا يخيب.
ومع هذا البذل والعطاء وتلبية النداء فان الخسارة العظمى والفادحة الكبرى لمن رجع من حجه على غير طائل خرج من حجه خائبا محروما لم يظفر من حجه الا الذهاب والاياب والجهد والمشقة والنصب والتعب والعنـاء نعوذ بالله من الخذلان لذا فقد كان السلف الصالح يجتهدون في اتمام العمل واتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده وهؤلاء هم المؤمنون الذين قال الله فيهم: (والذين يؤْتون ما آتوْا وقلوبهمْ وجلةٌ أنهمْ الى ربهمْ راجعون) [سورة المؤمنون آية 60].
قالت عائشة: يا رسول الله! (والذين يؤْتون ما آتوْا وقلوبهمْ وجلةٌ) هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟
قال: (لا يا بنت أبي بكر ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الله عز وجل).
وفي رواية (وهم يخافون ألا يقبل منهم) ولذلك لما قيل لابن عمر رضي الله عنهما ما أكثر الحاج قال: (بل ما أكثر الركـب وأقل الحاج) وقال علي رضي الله عنه: (كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ألم تسمعوا الله عز وجل يقول (انما يتقبل الله من الْمتقين) [سورة المائدة آية 27].
وقال أبو الدرداء: (لأن أستيقن أن الله قد تقبل مني صلاة واحدة أحب الي من الدنيا وما فيها ان الله يقول: (انما يتقبل الله من الْمتقين) [سورة المائدة آية 27] وقال عبدالعزيز بن أبي رواد حاكيا حال السلف رحمهم الله: «أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فاذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا؟).
وكتب عمر بن عبد العزيز الى رجل (أوصيك بتقوى الله الذي لا يقبل غيرها ولا يرحم الا بها ولا يثيب الا عليها فان الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل).
وان من الخسارة كذلك أن يلوث الحاج ما عاشه فيما مضى من لـذة المناجاة ونعيم الطاعة بالمعاصي والذنوب وأن ينقض تلك العهـود الـتي قطعها على نفسه ألا يعود الى الخطأ والزلل مرة أخرى واذا كـان فعل السـيئة قبيحا والوقوع قي الخطيئة جرما فان ذلك يعظـم ويقـبح اذا كـان بعـد طاعة من أجل الطاعات ألا وهي حج بيت الله الحرام.
ان الخـير كـل الخير والطهر كل الطهر أن يحج أحدنا وترى أثـار حجـه عليه بـلزوم العهد القديم والمسلك القويم الذي كان عليه في الحـج وليكـن خروجـنا من هـذه الطاعـات خـروج الغانم الكاسـب المغتبط بما وفقه الله لطاعته ولزوم عهده فالمؤمن الصادق يخـرج من طاعـة الا ويدخـل في أخرى محياه ومماته لله رب العالمين قـال الحسـن البصري رحمه الله: (آية الحج المبرور: أن يرجع زاهدا في الدنيـا راغـبا في الآخرة) وان مـن علامـة قـبول الطاعـة أن توصـل بالطاعـة بعدها وعلامة ردها أن توصل بمعصية فما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة ولذلك كان الامام أحمد رحمه الله يقول: (الـلهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك).
وكان عامة دعاء ابراهيم بن أدهـم رحمـه الله: (الـلهم انقلني من ذل المعصية الى عز الطاعة).
وقد تضعف النفس في الاستمرار على العمل الصالح والمداومة عـليه، ولمعالجـة هـذا الـداء لا بد من العزيمة الصادقة على لزوم العمل والمداومـة عـليه أيـا كـانت الظروف والأحـوال وهذا يستلزم نبذ العجـز والكسل والدعـة والخمـول واذا كـان الانسان يكره الموت الـذي فيـه انقطاع حياته ويكره الهرم الذي فيه انهيار شبابه وقوته ألا يـدرك أن هناك أمرا لـربما كـان أشـد مـنهما وهو العجز والكسل وضـعف الهمة والتراخي والتسويف وركوب بحر التمني مما يقعده عن كل عمل صالح ويثبطه عن كل بر وطاعة.
وقـد كـانت حياة السلف رحمهم الله معمورة بطاعة الله حتى يلقوا ربهم وأقوالهم وأحوالهم في ذلك كثيرة.
قال ميمون بن مهران: (لا خـير في الحيـاة الا لـتائب أو رجـلٍ يعمـل في الدرجـات ومن عداهما فـخاسر)، وقال بعضهم يحكي حالهم: (كـانوا يستحيون من الله أن يكونـوا اليـوم على مثل حالهم بالأمس) يريد: أنهم كانوا لا يرضـون كـل يوم الا بالزيادة من عمل الخير وفي الترمذي عنه صـلى الله عليه وسـلم أنـه سئل: أي الناس خير؟
قال: (من طال عمره وحسن عمله قيل: فأي الناس شر؟
قال: من طال عمره وساء عمله).
خادم الاسلام الساعي لرضا الله يارب أجمعني بالأحبة في الفردوس الاعلي يارب و أعفي عني وسامحني ياربالفقير الى الله عبد العزيز
عربي الاصل مصري الهوية ابن السويس
قال عليه الصلاة والسلام: (( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ))
صفحة المجموعة على تويتر https://twitter.com/ahl_alsham
صفحة المجموعة على الفيس بوك: http://www.facebook.com/ahlalsham
▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄
لقد وصلتك الرسالة من مجموعة
(¯`*•.¸أهـــل الشـــــام.•*´¯)
تفضلو بزيارة موقع المجموعة:
http://groups.google.com/group/ahlalsham?hl=ar?hl=ar
للاشتراك أرسل رساله فارغة من بريدك
ahlalsham+subscribe@googlegroups.com
للتواصل وإرسال الرسائل للمجموعة استخدم البريد...
ahlalsham@googlegroups.com
احتراما لخصوصيتك يمكن إلغاء اشتراكك بإرسال رسالة إلكترونية إلى
ahlalsham+unsubscribe@googlegroups.com
أو بالتواصل مع مشرف المجموعة بشكل مباشر عن طريق البريد
ahl.alsham@hotmail.com
ahllsham@gmail.com
▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄
مـلاحـظـات هـامـة
*الرسائل المطروحة لا تعبر عن رأي المجموعة بل تعبر عن رأي صاحبها.