60 مسألة في يوم الجمعة
إعداد
أبو إسلام أحمد بن علي
المسألة الخامسة
5- الساعة التي يجاب فيها الدعاء من يوم الجمعة
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه وأشار بيده يقللها .
( رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه )
- وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه :
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد صلاة العصر إلى غيبوبة الشمس .
( رواه الترمذي وقال حديث غريب ورواه الطبراني من رواية ابن لهيعة) .
- وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال :
قلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إنا لنجد في كتاب الله تعالى في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله بها شيئا إلا قضى الله له حاجته قال عبد الله فأشار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بعض ساعة فقلت صدقت أو بعض ساعة قلت أي ساعة هي ؟ قال آخر ساعات النهار قلت إنها ليست ساعة صلاة قال بلى إن العبد إذا صلى ثم جلس لم يجلسه إلا الصلاة فهو في صلاة .
( رواه ابن ماجه وإسناده على شرط الصحيح) .
-وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله عز وجل شيئا إلا آتاه إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر .
( رواه أبو داود والنسائي واللفظ له) .
قال الترمذي :
و رأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و غيرهم أن الساعة التي ترجى بعد العصر إلى أن تغرب الشمس و به يقول أحمد و إسحاق .
وقال أحمد :
أكثر الحديث في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر قال و ترجى بعد الزوال .
و قال الحافظ أبو بكر بن المنذر:
اختلفوا في وقت الساعة التي يستجاب فيها الدعاء من يوم الجمعة فروينا عن أبي هريرة قال هي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس و من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس .
و قال الحسن البصري وأبو العالية :
هي عند زوال الشمس . إذا قعد الإمام على المنبر حتى يفرغ .
وعن عائشة رضي الله عنها : و هي إذا أذن المؤذن لصلاة الجمعة .
و قال أبو بردة :
هي الساعة التي اختار الله فيها الصلاة .
وقال أبو السوار العدوي :
كانوا يرون الدعاء مستجابا ما بين أن تزول الشمس إلى أن يدخل في الصلاة .
و عن أبي ذر رضي الله عنه :
و هو أنها ما بين أن تزيغ الشمس يشير إلى ذراع .
و قال أبو هريرة :
و هو أنها ما بين العصر إلى أن تغرب الشمس و به قال طاوس و عبد الله بن سلام رضي الله عنهم .
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أتاني جبريل عليه السلام و في يده مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء فقلت : ما هذه يا جبريل .
قال : هذه الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيدا ولقومك من بعدك تكون أنت الأول وتكون اليهود والنصارى من بعدك .
قال : ما لنا فيها .
قال : فيها خير لكم فيها ساعة من دعا ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه إياه أو ليس له يقسم إلا ادخر له ما هو أعظم منه أو تعوذ فيها من شر هو عليه مكتوب إلا أعاذه أو ليس عليه مكتوب إلا أعاذه من أعظم منه .
قلت : ما هذه النكتة السوداء فيها .
قال : هذه الساعة تقوم يوم الجمعة وهو سيد الأيام عندنا ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد .
قال قلت : لم تدعونه يوم المزيد .
قال : إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه ثم حف الكرسي بمنابر من نور وجاء النبيون حتى يجلسوا عليها ثم حف المنابر بكراسي من ذهب ثم جاء الصديقون و الشهداء حتى يجلسوا عليها ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه وهو يقول أنا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي هذا محل كرامتي فسلوني فيسألونه الرضا فيقول الله عز وجل رضائي أحلكم داري وأنالكم كرامتي فسلوني فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرف الناس يوم الجمعة ثم يصعد الرب تبارك وتعالى على كرسيه فيصعد معه الشهداء و الصديقون أحسبه قال ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم درة بيضاء لا فصم فيها ولا وصم أو ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء منها غرفها و أبوابها مطردة فيها أنهارها متدلية فيها ثمارها فيها أزواجها وخدمها فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا فيه كرامة وليزدادوا فيه نظرا إلى وجهه تبارك وتعالى ولذلك دعي يوم المزيد .
( رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط بإسنادين أحدهما جيد قوي و أبو يعلى مختصرا ورواته رواة الصحيح و البزار واللفظ له) .
- حدثنا بشر بن المفضل حدثنا سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال :
قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم قائم يصلي يسأل الله خيرا إلا أعطاه .
(أضواء البيان ج3/ص403) .
- حدثنا القعنبي عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهادي عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا وهي مسيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله حاجة إلا أعطاه إياها قال كعب ذلك في كل سنة يوم فقلت بل في كل جمعة قال فقرأ كعب التوراة فقال صدق النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب فقال عبد الله بن سلام قد علمت أية ساعة هي قال أبو هريرة فقلت له فأخبرني بها فقال عبد الله بن سلام هي آخر ساعة من يوم الجمعة فقلت كيف هي آخر ساعة من يوم الجمعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي وتلك الساعة لا يصلى فيها فقال عبد الله بن سلام ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي قال فقلت بلى قال هو ذاك .
(سنن أبي داود ج1:ص274) .