متى بكيت
صباح العيون الدامعة في صلاة الفجر...
قال لي بالأمس صديقي متى أول مرة بكيت...
آه يا صاحبي...حملتني عبر الزمن وأغرقتني في الحب...
ألبستني ثوب الطفولة..يوم كنت بلا ذنوب...
ولم يكن أحد يوجه نظره نحوي وأنا أركض في شوارع مدينتي بلا خوف..
بكيت يوم جاء أبي ...ونظر إلي...وقال: لقد سقطت في الإمتحان...
بكيت من أعماقي فخاف علي والدي فأسرع يضمني الى قلبه ويقبلني ويقول: كنت أمازحك يا ولدي..
هذه الدموع الأولى...طبعا كان قبلها دموع الولادة...
الكل يبكي يوم يولد...
واليوم خرجنا من سمائنا...من أرضنا...
اليوم ...كل يوم أبكي...
بكيت وأنا أقرأ أن أكبر دولة عربية مصدرة للنفط في العالم وفيها شعب فقير...
بكيت وأنا أقرأ أن 450 مليون دولار أمريكي نفقرات الإنتخابات الكويتية...
بكيت وأنا أشاهد على التلفاز هذه الدماء الغزيرة على أرض الياسمين...
بكيت عندما شاهدت الطائرات الإسرائلية بشراسة تقتل أطفال غزة وسادة إسرائيل يجولون في البلاد العربية وصديقة النت تلفت نظري الى أني وضعت نجمة سداسية في مشاركتي...
بكيت وأنا أسمع أمي تقول لي: يا ولدي لن نستطيع بعد الآن الذهاب الى المسجد الأقصى للصلاة...ولا الى المسجد الأموي...ولا شراء الحلوى السورية...
هل أجبك يا صاحبي بكائي
تحياتي
سن لايت