عند فتحهاإذا اردت سعادتي .... صلي على خير الانام محمدي
وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ
كــــــــــن كالطير
ما أعذب زقزقة العصافير، وما أعجب تحليقها في السماء، وبسط أجنحتها وقبضها، ما أحكم صنع الله،
وقد أمرنا الله سبحانه أن نتأمل في هذه الآية
بقوله: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِير ﴾،
لذا لم يكن غريباً أن يكون لعالم الطيور علم خاص إن قلب الطيور يشبه تماماً قلب الثدييات،
وصف الرسول عليه الصلاة والسلام قلوب أقوام من أهل الجنة بأن قلوبهم كالطيور،
فقال كما في صحيح مسلم: «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير»،
وقد ذكر النووي والقرطبي وغيرهما أن المراد بذلك أمور منها:
أن قلوبهم كالطيور من حيث الرقة والرحمة وخلوها من الذنوب وسلامتها،
أو مِثْلهَا فِي رِقَّتهَا وَضَعْفهَا، أو الْخَوْف وَالْهَيْبَة،
وَالطَّيْر أَكْثَر الْحَيَوَان خَوْفًا وَفَزَعًا،
كما في الترمذي قال عليه الصلاة والسلام: «لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما ترزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطاناً»،
ولا شك أن هذه المعاني كلها موجودة لدى الطيور
وهي التي أدخلت أولئك الأقوام الجنة.
إن هذا التشبيه النبوي الكريم يرشدنا إلى أن نتجاوز الكثير من المعايير
التي نقيم بها الأشياء أحياناً،
فهذا الطير على صغر حجمه وسرعة خوفه وفزعه
إلا أن فيه من الصفات ما ينبغي علينا أن نكون مثله
إن أردنا أن نكون من أهل الجنان،
وقال عليه الصلاة والسلام: «ما من إنسان يقتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها،
إلا سأله الله عنها يوم القيامة
قيل: يا رسول الله! وما حقها؟
قال: حقها أن يذبحها فيأكلها، ولا يقطع رأسها فيرمي به».
فلنكن طيوراً تحلق في سماء الخشية والخوف من الله عز وجل،
فلتكن قلوبنا سليمة طاهرة نقية،
فلنكن كالطير في التوكل على الله عز وجل.